شارك عدد من المنظمات الدولية الانسانية في برنامج لإعادة أبناء اللاجئين السوريين في الأردن إلى الدراسة. وافتتحت الفصول المدرسية في مخيم الزعتري الأسبوع الماضي وتضم أكثر من 2000 تلميذ وتلميذة. ويسعى صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) لزيادة عدد الفصول لاستيعاب 5000 طفل من أجل مواكبة الزيادة المضطردة في عدد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن. ويقيم في مخيم الزعتري 30 ألف لاجيء سوري. ويمد «يونيسيف» وشركاؤه أطفال اللاجئين السوريين بمياه الشرب النظيفة وأمصال ولقاحات لتطعيمهم ضد مختلف الأمراض كما ينظم برنامجاً لمساعدتهم على التعافي من آثار الصدمات الناجمة عن تجاربهم القاسية في سورية. وخصص «يونيسيف» في المخيم مساحة لألعاب الأطفال تحت إشراف مجموعة من المتخصصين. وقال أنتوني ليك المدير التنفيذي ل»يونيسيف»:»في المساحة الخاصة بالأطفال نراهم يلعبون ويركضون بوجوه ملونة مثل المهرجين. كلها أمور تبعث على البهجة وتدل على أنهم يتعافون من الصدمة المروعة خلال فرارهم للحضور إلى المخيم.» وذكر ليك أنه اتفق مع الحكومة السورية على توسيع نطاق نشاط يونيسيف الإنساني داخل سورية في خطوة يمكن أن تساهم في إنقاذ عشرات الآلاف من السكان. وأضاف أن الاتفاق يسمح ليونيسيف بمد مجال عملياتها خارج دمشق وإلى مناطق الصراع. وتشير بيانات جمعها يونيسيف بالاشتراك مع الحكومة السورية إلى أن ما لا يقل عن 2000 مدرسة داخل سورية أصيبت بأضرار خلال الصراع. وتفقد جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية وليك فصولاً مدرسية أقامها يونيسيف في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بشمال الأردن. وكان الاتحاد الأوروبي قدم 6.4 مليون يورو للمساهمة في برنامج يونيسيف لإعادة أبناء اللاجئين السوريين إلى الدراسة. وقال باروزو خلال الزيارة: «الخبر الطيب هو أن الناس هنا... هؤلاء الصبية والفتيات سعداء بيد المساعدة التي تمد إليهم. تمكنوا من استئناف الدراسة لكنهم يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة». ووصلت مساهمة الاتحاد الأوروبي هذا العام في برنامج إعادة أبناء اللاجئين السوريين إلى مقاعد الدراسة إلى عشرة ملايين يورو لتغطية رواتب المعلمين والكتب المدرسية وأدوات الكتابة والرسم. وذكر ليك أن البرنامج يساعد أطفال اللاجئين أيضاً على التعافي من صدمة الأحداث المروعة التي شهدوها خلال الاضطرابات في سورية. وقال المدير التنفيذي ليونيسيف: «تستطيعون أن تروا السعادة على وجوههم بإتاحة الفرصة لهم ليتعلموا ويلتقوا بتلاميذ آخرين في مكان آمن يستطيعون فيه أن يبدأوا التعافي من تجربتهم الرهيبة».