يرى تلاميذ مدرسة في حي فقير في استوكهولم، سيلتقون أحد الفائزين بجوائز نوبل قريباً، إن كل فائز «يجب أن يستحق جائزته» والباقي «لا يهم». ومنذ عام 1992، يشتغل تلاميذ الصف الثامن، كل سنة، مشاريع مدرسية حول جوائز نوبل، طوال فصل دراسي كامل، ويزورهم في كانون الأول (ديسمبر) أحد الفائزين بهذه الجوائز، وغالباً ما يكون صاحب نوبل للآداب. تقع المدرسة في حي رينكبي الفقير في ضواحي ستوكهولم. ومع أن مبناها يبدو متواضعاً، إلا أن قاعاتها كبيرة وتتمتع بتهوئة جيدة، ويشعر التلاميذ العشرون في الصف الثامن (14 سنة) بالسعادة لاختيارهم لهذا المشروع، علماً إن الطاقم التعليمي يحدد المشاركين بعد تقويم طاقتهم وحماستهم. وتقول أستاذة اللغة السويدية نينا هالمكرونا: «كأنهم يزدادون نضجاً بفضل هذا المشروع الذي يسمح لهم أيضاً بإحراز تقدم في اللغة السويدية التي لا يجيدها جميعهم، إضافة إلى اكتشاف آفاق جديدة من خلال قراءة أعمال للفائز بجائزة نوبل للآداب». وتشير تلميذة تدعى دينيا إلى أنه من الأفضل منح جائزة نوبل «إلى شخص لا نعرفه بدلاً من شخص معروف»، كي تسلط الجائزة الضوء على ما أنجزه. ويقول عبدالله: «لا يهم من أين يأتي الشخص، المهم هو دوره، وما إذا كان قد ناضل من أجل قضية ما، كالسلام مثلاً». ويضيف ريمون ممازحاً: «من الجيد أن يكون قد زار برج أيفل لأن (ألفرد) نوبل درس وأقام في باريس». ويؤكد عبدالله أن الفائز بجائزة نوبل للآداب «ينبغي ألا يكون شاباً، فالشاب لديه الحياة كلها أمامه ويمكنه أن يفوز بالجائزة لاحقاً». وتعتبر دينيا أن على لجنة نوبل «الأخذ في الاعتبار الظروف التي عاشها الشخص»، علماً إن الفتاة اختبرت، وسائر تلاميذ صفها، الهجرة. لذلك، يتمنون منح الجوائز إلى أشخاص مرّوا في ظروف استثنائية وتخطوها. ويقول بشير: «ينبغي أن يفوز كوفي أنان بجائزة السلام، فهو يحاول التواصل مع الجميع ولا يفقد الأمل بسهولة»، غير مدرك أن أنان نال الجائزة في 2001. ويرى التلاميذ الستة أن نلسون مانديلا يستحق الجائزة أيضاً، غير مدركين أنه فاز بها في 1993. ويقول ريمون إنه ينبغي على الفائز بهذه الجائزة أن «يستمر في الكتابة لاحقاً». ولم يقرر التلاميذ بعد ما إذا كانوا سيقرأون كتاباً كاملاً للفائز، قائلين إن «الأمر يعتمد على فهمنا لكتاباته». وسيعلن الفائز بنوبل للآداب غداً، الحادية عشرة بتوقيت غرينتش.