في ظل انتشار السطو على النتاج الفكري داخل الشبكة العنكبوتية، بدءاً من اقتباس تدوينة ما، ووصولاً إلى نشر المؤلفات باسم بعيد عن كاتبها الأصلي، فقد كثير من مستخدمي هذه الشبكة الأمل في توثيق ما يطرحونه في المواقع والمنتديات عموماً، وفي مواقع الإعلام الاجتماعي خصوصاً. وبات من الطبيعي أن تجد معلومة أو تغريدة كتبتها في مثل هذه المواقع مدونة باسم شخص آخر، ولا تملك أمام ذلك إلا خيار الامتعاض و التذمر أو اللامبالاة. وأمام فشل كثيرين في حفظ حقوقهم الفكرية، وانقسامهم بين متحفظ على نشر الإبداع، ومسلم بواقع السرقة عند النشر، خصوصاً في موقع «تويتر» الذي يبرز فيه هذا الأمر أكثر من غيره، ظهرت مواقع متخصصة في ملاحقة «لصوص الأفكار»، ومنها موقع stole my tweeالذي أخذ على عاتقه كشف «سارقي التغريدات» في خطوة تهدف إلى الحد من المعاناة التي أرقت الكثير من مستخدمي «تويتر» وذهبت بأفكارهم وتغريداتهم أدراج الرياح. ويتيح هذا الموقع لمتابعيه معرفة تغريداتهم المسروقة ومن قام بسرقتها وكيفية تقديم شكوى للاعتراض على ذلك، في خطوة من شأنها أن تمكن المغردين من نشر تغريداتهم بنفوس مطمئنة من دون الخوف من أن ينسب شخص ما أفكارهم إليه أو يسطو عليها. ونالت فكرة الموقع، إعجاب كثير من المغردين وتنوعت تعليقاتهم حول موضوع كشف سرقة التغريدات ومدى إسهامه في نمو ثقافة الملكية الفكرية، فانقسموا ما بين مستبشر و مستهتر، إذ اعتبر البعض سرقة التغريدات دليلاً على ضعف شخصية السارق وعدم قدرته على الابتكار في الكتابة، في حين يرى البعض الآخر أن نقل تغريدات غيرهم أمر لا ضير فيه طالما أن الهدف تعميم الفائدة. وكتبت تغريدات كثيرة تشيد بفكرة الموقع الكاشف للتغريدات المسروقة، وتراهن على أنه سيحد منها، وعلقت إحدى المغردات قائلة: «موقع يكشف لك تغريداتك المسروقة، شكراً لسارقي التغريدات فهو يعرف كيف أصيغ كلماتي، لعلها تصل إليه». وكتب آخر تعليقاً لا يخلو من الدعابة مشككاً في قدرة الموقع على حماية التغريدات من اللصوص بقوله: «يبدو أن سرقة التويتات ستقل بعد هذا اليوم، موقع للكشف عن سرقة التويتات لكن المؤسف أن هذه التويتة ستُسرق أيضاً». فيما غرد أحدهم فرحاً: «ربما يكون مثل هذا الموقع وغيره من المواقع المشابهة التي ظهرت أو ستظهر لاحقاً، حلاً يحفظ ابتكار وأفكار مستخدمي مواقع الإعلام الجديد».