يعترض المغردون في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على سرقة تغريداتهم، معتبرين هذه التغريدات ملكية فكرية يجب أن تنقل بنسبتها إلى صاحبها، كونه كتبها باسم صريح، موضحين أن تغريداتهم لا تختلف عما يدون في الكتب. ويعتبر الكاتب الصحافي عبدالرؤوف الغزال أن الأخذ من كتابات المغردين سرقة، وكذلك ما ينسبه بعضهم لنفسه من مقولات جادت بها صفحات التاريخ. ويرى أن تغريداته الخاصة تنقسم إلى نوعين، الأول أخبار ينقلها من المراسلين في الصحيفة، موضحاً أن نقلها لا يعد سرقة، والثاني تعليقات، أو مشاركة رأي، حول ما يجري في الواقع العربي والداخلي، وانتحالها من قبل الآخرين. وقال الكاتب والروائي سعيد الوهابي أنه يعترض على سرقة تغريداته، خاصة إذا كانت التغريدة من بنات أفكاره. وأضاف «لا أتفهم سلوك السارق، ولكنني أتحيز أن تكون السرقة من باب الإعجاب بالشيء ربما». وقد تكون السرقة لشيء مشاع أصلاً، مثل مقطع يوتيوب، أو خبر طريف ومثير، وهذه لا تحسب سرقة صريحة على كل الأحوال، ولكنها تدور في فلك الآداب العامة، مضيفاً أن السرقة الفكرية خارج أروقة تويتر تتم معالجتها بالقانون. واعتبر الكاتب عباس الحايك أن عدم نسبة التغريدات إلى أصحابها يدخل في إطار السرقة الفكرية، حيث أنها تعتبر ملكاً لكاتبها، وخرجت مما يملكه من فكر واطلاع، هي نوع من النصوص الإبداعية القصيرة، ومالكها هو من كتبها، بغض النظر عن قيمتها، وعن تركيبها اللغوي، وهي ملك خاص، واستخدامها دون الإشارة إلى صاحبها يعد سرقة، كما أنه يمكن لشخص استخدام الخدمة التي وضعها الموقع «إعادة التغريد»، التي تحفظ حق الآخرين. وأضاف أستاذ الفقه المقارن عيسى الغيث أنه يعترض قولياً على سرقة تغريداتك، وليس فعلياً، لأنه لا يليق التقاضي من أجلها. وبين المحامي والمستشار القانوني عبدالعزيز الزامل مدى المسؤولية التي يتعرض لها الناقل دون نسبة المقولة لصاحبها بقوله «عدم نسبة المقولة إلى صاحبها قد تعرضه لمسؤولية قانونية، على اعتبار أن هذه المقولة خاصة به، ومن أفكاره». وأضاف الزامل أنه على الرغم من عدم تنظيم نظام الملكية الفكرية لحماية التغريدات، إلا أن المغرد يستطيع التظلم من نقل فكرته دون نسبتها إليه أمام اللجنة المختصة في وزارة الثقافة والإعلام. وأوضح القاضي مطرف البشر أنه توجد حسابات في موقع تويتر موثقة ومسجلة بشكل رسمي، بعد التأكد من شخصيات المغردين، وفي هذه الحالة فإن سرقة التغريدات مجرَّمة نظاماً، كما أنه توجد خاصية في الموقع لمحاسبة السارق لأفكار المغردين، وقد يكون العقاب بإيقاف حساب السارق. من جهة أخرى، بيَّن مدير عام الإدارة العامة لحقوق المؤلف، رفيق العقيلي، أنه من حيث النظام فالتغريدات عبارة عن مشاركات محدودة، وتكون وصفاً لأحداث راهنة، أو لغرض الحصول على معلومات، أو أفكار، أو للإجابة على سؤال، والتغريدة تؤدي إلى نشر الأفكار، وتحقيق الشهرة، وعليه فإن التغريدات لا تتمتع بالحماية، لأنها عبارة عن أفكار، والأفكار لا تتمتع بالحماية، ولا تعد عملاً أدبياً إبداعياً. وقالت خلود الفهد إنها تعترض على «سرقة» التغريدات دون نسبتها إلى أصحابها، مشيرة إلى أن هذا الأمر غير مقبول، لأن هذه الكتابة ملكية فكرية. عباس الحايك