لم أصدق عينيَّ، وأنا أشاهد «القنبلة» التي ألقاها الإعلامي الرياضي وليد الفراج في برنامجه «أكشن يا دوري»، ولم يكن يخطر ببالي عندما ذكر الفراج في بداية الحلقة، أنه سيلقي بقنبلة في الوسط الرياضي، وأن الموضوع يتعلق ب«راقصة» ستهز «الوسط» الرياضي السعودي على «واحدة ونصف». توقعت أن يعلق الفراج على «ترتيب» المنتخب السعودي في تصنيف «فيفا»، وتوقعت أن يتحدث عن «رشوة» أو «أخطاء» في تطبيق لوائح الاحتراف، أو يكشف عن «وثائق» مزورة، أو «هفوات» إدارية، أو فضيحة «منشطات»، أما مسألة «الراقصة»، هذه لم أتوقعها أبداً! وصدق من قال: «عش رجباً ترى عجباً». وزعم مقطع الفيديو «الفضيحة» إحضار «راقصة» في معسكر المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة في أحد فنادق تونس بحضور بعض إداريي البعثة. وذكر لاعب المنتخب عبدالله الفيفي الذي سجّل مقطع الفيديو أن مدرب المنتخب السعودي «مخمور» 24 ساعة. وقال إن البرامج الترفيهية للاعبي المنتخب وفقاً لما هو معروف هو الذهاب إلى الأسواق، أو الحدائق، أو زيارة المتاحف، لكن تفاجأ الجميع بحضور «راقصة» إلى معسكر المنتخب التي قامت أيضاً ببعض «التجاوزات» التي لم يذكرها. وأضاف للبرنامج أن مقطع الفيديو يوضح وجود الإداريين واللاعبين و«الراقصة» في المعسكر! وأثار «المقطع» ردود فعل قوية لدى الجماهير الرياضية التي طالبت المسؤولين الرياضيين بإنقاذ الرياضة السعودية، وسمعتها ومحاسبة «المتورطين» في هذه الفضيحة عاجلاً. «الاتحاد السعودي» لذوي الاحتياجات الخاصة وهو الطرف الآخر من «القضية» رد بدوره رداً قاطعاً، ولوح باللجوء الى القضاء السعودي، مشيراً الى أن «القضية» وقعت منذ أربع سنوات! ونفى بيان «الاتحاد» الاتهامات الموجهة الى إدارييه ومنسوبيه، مؤكداً أن الواقعة التي حصلت منذ سنوات كانت في مناسبة «عشاء» حضرها جميع نزلاء «الفندق» في تونس، وتم سحب لاعبي المنتخب السعودي من المناسبة بعد حضور «الراقصة». وألقى «الاتحاد» قنبلة مضادة في اتجاه معاكس، إذ ذكر في البيان: «كان الأجدر أن يتحدث علي البيشي عن سبب غيابه لأكثر من عام عن أنشطة الاتحاد، وبرامجه بسبب حكم شرعي صدر بحقه (في قضية أخلاقية)، وتقديراً لوضعه الأسري ووالدته استمر الاتحاد في صرف راتبه الشهري لأكثر من خمسة أشهر كانت تعطى لخاله لصرفها على أفراد أسرته». إذاً نحن نقف أمام «راقصة» و«فضيحة» و«اتهامات متبادلة» و«مدرب مخمور» و«لاعبين غاضبين» و«معسكر فلة» و«لخبطة إدارية» و«لاعب صاحب قضية أخلاقية» و«قصة تناقلتها جميع وسائل الإعلام العربية»، ولا نملك أمام هذا الحشد «المذهل» سوى أن نقول: «لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم»، وسامح الله «الراقصة» التونسية التي هزت «الوسط» الرياضي السعودي، وأطلقت «شرارة» لا نعلم متى تنطفئ. [email protected] @hishamkaaki