أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في مستهل بدء اجتماعات مجموعة العشرين، عن أملهما بأن يتوصل قادة العالم المشاركون في القمة إلى اتفاق لمعالجة النظام المصرفي العالمي، وتحقيق النمو الاقتصادي وإيجاد حلول للمصارف التجارية المتعثرة. واعترف الرئيس أوباما في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة العشرين التي افتتحت أعمالها أمس في مركز «اكسل» (شرق العاصمة البريطانية لندن)، بأن فشل الولاياتالمتحدة في علاج الأنظمة المصرفية أسهم في تصعيد الأزمة المالية، مشدداً على ضرورة التركيز لإيجاد الحلول المشتركة، وقال: «يمكننا مواجهة هذا التحدي معاً وبشكل مشترك». وأعرب أوباما عن الاعتقاد بأن ما أشيع عن وجود تباينات أو خلافات في وجهات نظر مجموعة العشرين جرى تضخيمها بشكل كبير، مشيداً بالجهود التي بذلتها المجموعة الأوروبية للخروج من أزمة السيولة المالية وتحفيز الاقتصادات. وترأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وفد المملكة في القمة. ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين، ترأس وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وفد المملكة في الجلسة الافتتاحية للقمة. في غضون ذلك، دعا تقرير وزعته الحكومة البريطانية على الدول الأعضاء المشاركة في قمة العشرين الحالية، إلى أهمية تنشيط الاقتصاد العالمي والتخفيف من حدة ومدة الركود والانكماش الاقتصادي العالمي، مع توفير الآليات اللازمة لدعم الأفراد والشركات وقطاع الأعمال في كل بلد. واقترح التقرير على الدول المشاركة ضرورة تنشيط عمليات الإقراض المالي مرة أخرى، لتمكين العائلات والأفراد والشركات من الحصول على الموارد المالية اللازمة لاستئناف الحياة الاقتصادية العادية، ودفع عجلة النمو والاستثمار لمصلحة المستقبل. كما أكد على أهمية رفض الحمائية الجمركية، وتبني آلية شفافة لمراقبة الإجراءات الخاصة بالحصول على التمويلات التجارية، سواء كان ذلك للشركات أم للأفراد، فيما طالب التقرير بضرورة إصلاح الفجوات ونواحي القصور في المؤسسات التنظيمية الدولية، علاوة على إصلاح المؤسسات المالية العالمية وإنشاء مركز مالي دولي للإنذار المبكر، مع ضرورة تعزيز دور صندوق النقد الدولي. كما دعا الدول المشاركة في القمة للقيام بعمل دولي منسّق لبناء أسس اقتصادية ترمي إلى وضع الاقتصاد العالمي على طريق النمو المستدام، بحيث تستفيد من هذا النمو المستدام شعوب الدول الفقيرة، فيما أعرب التقرير عن التقدير لجميع زعماء القمة على الجهود التي اتخذتها حكوماتهم للتعامل مع الأزمة المالية الحالية وإيجاد الحلول المناسبة لها. وكانت القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين بدأت أعمالها أمس في مركز «اكسل الدولي»، لمناقشة عدد من المقترحات والإجراءات التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد العالمي وتحسين مسار الاقتصادات الدولية، وخفض حدة الركود والانكماش الاقتصادي، وتنشيط عمليات الإقراض لتوفير المصادر المالية للأفراد والعائلات والشركات، ودعم مسيرة الاستثمار المستقبلي، علاوة على إصلاح الفجوات في المؤسسات الدولية، ومناقشة مقترح إنشاء نظام دولي للإنذار المبكر بشأن الوضع الاقتصادي والمالي الدولي.