شهد البازار في طهران، الشريان الأساس للعمليات التجارية في إيران، حركة عادية أمس، إذ استأنف أعماله بعد تظاهرات الأربعاء الماضي، وصدامات اثر احتاج تجار على انخفاض سعر صرف الريال الإيراني. واللافت رفض الصيارفة اعتماد سعر محدد للدولار مقداره 25 ألف ريال للشراء و26 ألفاً للبيع، ما عكس فشل السلطات في تهدئة الأسواق التي لا تزال تشهد اضطراباً كبيراً. ورداً على مؤشرات حول استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على استيراد الغاز من إيران، قال الناطق باسم وزارة النفط الإيرانية علي رضا نيكزاد رهبر إن بلاده «لا تصدّر الغاز إلى دول الاتحاد حالياً، والتهديد بفرض حظر هو مجرد حرب دعائية». وصرح رئيس مجلس شورى الجمعيات المهنية الإيرانية قاسم نوده فراهاني بأن «كل متاجر البازار فتحت أبوابها (أمس) والتجار لا ينوون الإخلال بالحياة العامة ولا يملكون أهدافاً خاصة». لكن شهوداً أفادوا بأن رجال شرطة توزعوا في أماكن متعددة من البازار، وهو ما برره فراهاني بحرص السلطات على ضبط الأمن في مواجهة أي تجاوز. وكانت الجمعية الإسلامية للمهن التجارية في البازار أكدت في بيان أصدرته الخميس الماضي معارضتها السياسة الاقتصادية للرئيس محمود أحمدي نجاد، مع التشديد على دعمها الثورة والنظام، وتأييدها مرشد الجمهورية علي خامنئي. وطالبت هيئات تجارية في البازار الحكومة بالعمل لتثبيت الأسعار والسيطرة على سعر صرف الريال، من أجل «مواجهة الأضرار التي لحقت بالتجار نتيجة انخفاض» سعره. وشكا متسوقون في البازار من ارتفاع الأسعار وانعكاسه على البيع والشراء . وقال صاحب متجر لبيع البرادات أن «سعر كل منها تضاعف من مليون إلى مليوني ريال، لكن معظم أصحاب المتاجر يمتنع عن البيع بسبب عدم ثبات الأسعار في ظل تذبذب سعر صرف العملة. وفيما أعاد الصيارفة فتح أبواب محالهم، رفض غالبيتهم التداول بالدولار، كما علّق تجار المجوهرات والذهب عملهم. وفي الشارع، عرض صيارفة يعملون بلا ترخيص القانونيين بيع الدولار ب 30 ألف ريال. ويبلغ السعر المصرفي الرسمي للعملة الأميركية 12600 ريال، لكنه مخصص لبعض الإدارات أو الشركات التي تعمل في قطاعات حيوية بالنسبة إلى الاقتصاد الإيراني. أما باقي الشركات والأفراد فيشترون العملات من السوق. إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء «ارنا» الرسمية الإيرانية عن الناطق باسم وزارة النفط قوله إن «التهديدات الأوروبية بفرض حظر على استيراد الغاز» من بلاده «مجرد حرب دعائية، إذ أن أضراره أكبر على الدول الأوروبية التي سيزيد اعتمادها على مصادر أخرى، ما يقلص قدرتها على المساومة». وتملك إيران أكثر من 33 تريليون متر مكعب من الغاز، تساوي 16 في المئة من احتياط الغاز في العالم. وهي تعتبر ثاني اكبر بلد على صعيد احتياطات الغاز.