أكّد عضو مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي أحمد اللهيب أن الملتقى السابع والملتقيات الأخرى التي تنظمها الأندية، تجمع نخبة من رجال الفكر والثقافة، «تعكس سياسة الدولة الحكيمة في إبراز ثقافة الحوار التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، وأبرزها في عدد من المناسبات، ولعل أهم تلك الملتقيات المهرجان السنوي الوطني «الجنادرية»، الذي يمثل امتداداً راسخاً في تشكيل ثقافة الحوار والجدال في وطننا الغالي»، مشيراً في حديث ل«الحياة» إلى أن نادي القصيم الأدبي يسعى إلى «تأكيد هذه الخطوة في مثل هذه الملتقيات التي يحتضنها منذ سنوات سبع مضت، وهذا الملتقى الذي عُقِد بعنوان «التحولات الثقافية في المملكة العربية السعودية» يرصد عن كثب تلك التحولات التي شهدتها المنطقة العربية عموماً وشهدتها منطقة الخليج خصوصاً، ونحن - والكل يعرف ذلك - ندخل تحت المنظومة العالمية الإنسانية التي لا يمكننا أن ننفرد عنها بأي شكل من الأشكال، على رغم أننا - ونحن ندرك ذلك جيداً - نملك خصوصية تميزنا عن غيرنا، لكنها لا تفصلنا عنهم أبداً». وقال إن الملتقى يعكس تلك التحولات في مجالات مختلفة وفي أبحاث متنوعة، «فهو يرصد (مفهوماً) للتحول الثقافي، ويبحث عن أسبابه ونتائجه، ويرصد من جانب آخر أثر هذا التحول في عدد من الاتجاهات الأدبية والفكرية والثقافية، ونحن نؤمن في نادي القصيم الأدبي أن الاختلاف في وجهات لا يمثل الخلاف، وأن هذا طبيعة بشرية، لا بُدّ من وجودها مهما حاولنا نزعها من جدار حياتنا!. ما يمكن أن نختم به، أن هذا الملتقى يمثل وجهات نظر متباينة حول قضايا، هي من صميم حياتنا الأدبية والثقافية، ونثق أن ما قدمه المشاركون فيه من بحوث أو أوراق تمثل آراءهم وأفكارهم، ولا تمثل بالضرورة رأي النادي الأدبي في منطقة القصيم، فالنادي التزم الموضوعية والعلمية في هذا الجانب!». وأوضح مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي الدكتور إبراهيم الدغيري، أن إقامة ملتقى التحولات الثقافية في المملكة العربية السعودية «جاء استجابة للمتغيرات التي مرّت وتمرّ بها المنطقة منذ أكثر من عقدين من الزمان، إذ تبدو المنطقة في حركة تحول ثقافي مستمر». وأشار إلى أنه «طرأت على المنطقة العديد من الأحداث المهمة التي هيأت لوجود موجات من التغيير في الثقافات والرؤى بحسب قوة وعنف تلك الموجات، سواء كانت تلك موجات سياسية أم اقتصادية أم ثقافية أم غيرها، ولعل هذا ما حدا بنادي القصيم الأدبي لجعل هذا الموضوع مداراً لملتقاه السابع، إيماناً منه بأهمية مناقشة هذا الموضوع وإنضاجه، وإن اجتماع نخبة من المفكرين والكتاب والمهتمين في هذا الملتقى لهي فرصة لإثراء الموضوع والإجابة عن الأسئلة المهمة المتعلقة بأطر وأسباب وثقافة التحول». وأضاف أن «فرض التطورات السياسية في الخارج ونشوء التغيرات الثقافية في الداخل، وظهور آثار ذلك على أفراد المجتمع يجعل فحص هذا الموضوع مهمة وطنية ستساعد في استكناه العديد من المواقف، سواء مواقف الاندفاع والتحول أم الثبات والممانعة». ونحن إذ نرحب بالضيوف الكرام الذين استجابوا دعوة النادي، فإننا نرجو أن يخرج الملتقى بالمزيد من الآراء الناضجة والرؤى الخلاقة، التي تُساعد على فهم أعمق للأبعاد المعرفية والإجرائية في مسألة التحول الثقافي في السعودية.