بعد يوم واحد من جريمة مقتل الطفلة تالا (4 أعوام) نحراً على يد عاملة منزلية إندونيسية تعمل في منزل أسرتها الكائن في ينبع، ضربت عاملة أخرى (إثيوبية الجنسية) المثل في التضحية، بعد أن أنقذت طفلي كفيلها من طيش «مفحّط»، لتواجه الموت وحيدة. وضحّت «إكرام» بحياتها بطريقة بطولية أمام أعين المارة لإنقاذ طفلين يوم الخميس الماضي في حي الجزيرة بالعاصمة الرياض، بعد أن فوجئت وهي تعبر الشارع وبرفقتها طفلا كفيلها، بشاب متهور يمارس التفحيط بسيارته، يتجه نحوها بسرعة جنونية، لتقذف بالطفلين بعيداً عن السيارة، وتلفظ أنفاسها تحت إطارات سيارة الجاني. (للمزيد) «إكرام» ذات ال28 ربيعاً التي تعمل لدى كفيلها منذ عام ونصف العام، فضلت تخليص طفلين بريئين من قبضة «الموت»، والتضحية بحياتها. لكنها لم تتعرض لحادثة دهس عادية، إذ قام الجاني بدهسها مرات عدة، ما تسبب في تمزّق جسدها قبل أن يفر من موقع الحادثة. يصف محمد الجطيلي - كفيل إكرام - المأساة ل«الحياة»، ويقول: «بعد خروجي مع أسرتي يوم الخميس لحديقة في شرق الرياض، وبينما كنا نمشي في الممشى المحيط بالحديقة، إذ دخل علينا شاب يقود سيارة نقل صغيرة بعد أن انحرفت سيارته أثناء ممارسته التفحيط... ارتطمت السيارة في سور الحديقة لتدهس إكرام». ويروي اللحظات الأخيرة قبل وقوع الحادثة والدموع تغالبه: «بعد أن اقتربت السيارة منها قذفت إكرام الطفلين بعيداً عن السيارة، لتدهسها مرات عدة أثناء محاولة سائقها الفرار، ما تسبب في مفارقتها الحياة فوراً، وتمزيق جسدها»، مشيراً إلى أن الجاني سلّم نفسه للجهات الأمنية بعد 10 ساعات من الحادثة. وبينما لا تزال الطفلة فرح قنديل راقدة في العناية المركزة في المركز الطبي بالهيئة الملكية في ينبع، بعد أن تعرضت لحادثة مرورية كان طرفها الآخر والد القتيلة تالا، وهو في طريقه إلى منزله بعد سماع الخبر. التقت «الحياة» شقيقتي القتيلة «تالا» وأمهما اللاتي روين ذكريات الأيام الأخيرة مع الضحية، ومشاعر الصدمة لحظة علمهم بالجريمة.