تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مدينة حلب وعدد من مناطق الريف في شمال سورية أمس، تتخللها هجمات للمقاتلين المعارضين ومعارك في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما فجر مجهولون أنبوباً للنفط في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية. وقال المرصد السوري: «انفجر أنبوب لنقل النفط في منطقة أم مدفع جنوب الحسكة أدى لحدوث حريق كبير... ترافق مع اختطاف مدير محطة تل البيضا» لضخ النفط. وعن التطورات في حلب، قال المرصد في بيان أمس إن «اشتباكات عنيفة وقعت بالقرب من مطار النيرب» العسكري في محافظة حلب، مشيراً إلى «أنباء عن خسائر بشرية» في صفوف المقاتلين المعارضين والقوات النظامية. وكان مقاتلون معارضون هاجموا صباح أمس «حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي»، بحسب المرصد الذي أشار إلى «انفجار سيارة مفخخة فجراً عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي». ووقعت اشتباكات بين الطرفين بعد هذه الهجمات. وأورد مراسل فرانس برس في حلب نقلاً عن مصدر عسكري في الجيش السوري خبر الانفجار، مشيراً إلى أنه نتج من رفض سائق باص الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على إحدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم على بعد 25 كلم جنوب مدينة حلب. وقال المصدر: «عندما رأينا الباص قادماً وخالياً من الركاب، أثار الأمر ارتيابنا، فطلبنا من السائق التوقف، لكنه رفض. عندها أطلقنا النار، ما تسبب بانفجار الباص». وأضاف: «كان الانفجار قوياً جداً. رأينا كتلة من النار كبيرة إلى درجة أحرقت الأسلاك الكهربائية». وأشار المصدر إلى أن مسلحين هاجموا بعد ذلك الحاجز العسكري، ووقعت اشتباكات استمرت ساعات. وأفاد المرصد من جهة ثانية عن قصف تعرضت له مناطق عدة في ريف حلب أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. وذكر قادة مجموعات مقاتلة معارضة لفرانس برس أن المعارضين يسيطرون على كل المحاور المؤدية إلى مدينة حلب حيث تدور منذ العشرين من تموز (يوليو) معارك ضارية. وتعرضت أحياء سليمان الحلبي والصاخور الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب في شرق المدينة والكلاسة (جنوب) أمس لقصف عنيف من القوات النظامية أدى إلى سقوط جرحى وتهدم عدد من المنازل، بحسب المرصد الذي كان أشار إلى اشتباكات في الصاخور (شرق) والأشرفية وجمعية الزهراء (شمال غرب). وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن القصف المدفعي يشمل أيضاً حي المرجة في وسط المدينة. كما أفاد المرصد عن تعرض مدينة خان شيخون في محافظة إدلب (غرب) للقصف، مما أدى إلى سقوط خمسة قتلى بينهم أربعة أطفال دون الثامنة عشرة من العمر. كما قتل عنصران من القوات النظامية بعد استهداف آليتهم قرب مدينة جسر الشغور. وفي درعا (جنوب)، اقتحمت القوات النظامية بلدة المزيريب «بعد أن أسر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة عناصر قسم الشرطة في البلدة» بحسب المرصد، الذي أشار إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف تتعرض له البلدة. وفي محافظة حمص (وسط)، تجدد القصف على مدينة الرستن التي تعتبر أحد معاقل الجيش السوري الحر وعلى بلدة الجوسية الواقعة على الحدود اللبنانية وجوارها. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القصف على الجوسية أدى إلى «إصابة العشرات من المدنيين أغلبهم بحالة خطيرة نتيجة القصف بالطيران المروحي»، بالإضافة إلى تهدم العديد من المنازل. وفي محافظة اللاذقية (غرب)، وقعت اشتباكات عنيفة في قرى جبل التركمان التي تتعرض للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أشار إلى معلومات «عن بدء القوات النظامية عملية عسكرية في ريف اللاذقية الشمالي الذي تعتبر غالبية مناطقه خارج سيطرة النظام وبشكل أساسي قرى جبلي الأكراد والتركمان». كما شملت العمليات العسكرية دمشق وريفها. إذ أفاد المرصد عن تعرض بلدات حمورية والقاسمية والعتيبية ويبرود والقيسا والعبادة والغوطة الشرقية في ريف العاصمة لقصف عنيف من القوات النظامية. وفي مدينة بانياس الساحلية، أفرج أمس عن النساء اللواتي اعتقلن أول من أمس مع عدد آخر من الأشخاص في حملة دهم للقوات النظامية، بحسب المرصد. وكان تم اعتقال نحو 68 شخصاً بينهم 25 سيدة وثلاثة أطفال في حملة مداهمات. وتأتي هذه التطورات غداة يوم هو الأكثر دموية في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 18 شهراً، قتل خلاله 305 أشخاص، بحسب المرصد الذي قدر عدد ضحايا النزاع منذ منتصف آذار (مارس) 2011 بأكثر من 30 ألفاً. وبحسب بيان مفصل للمرصد عن ضحايا أعمال العنف أول من أمس، عثر على أربعين جثة في مناطق عدة من بلدة الذيابية في ريف دمشق بينها جثث نساء وأطفال. وقتل 17 شخصاً في حارة التركمان في حي برزة في شمال العاصمة، بينهم ثماني نساء وثلاثة أطفال اثر إطلاق الرصاص عليهم من مسلحين. كما عثر على جثامين ثمانية مواطنين «أعدموا ميدانياً»، بحسب المرصد، في أحياء العسالي والقدم والقابون (جنوب). وقتل ستة مواطنين في حي الحجر الأسود في جنوبدمشق لم يحدد المرصد ظروف مقتلهم. وتقوم القوات النظامية بعمليات عسكرية في الأحياء الجنوبية من دمشق منذ أكثر من أسبوع. ونقل المرصد عن مصادر طبية أن ما لا يقل عن 14 شخصاً قتلوا خلال الانفجارين اللذين استهدفا مبنى الأركان والاشتباكات التي تلتهما. كما قتل 23 شخصاً بينهم مقاتلون وأطفال ونساء «اثر إطلاق رصاص رافق اقتحام القوات النظامية حي الجورة» في مدينة دير الزور (شرق). وفي مدينة حماة (وسط)، قال المرصد إن «خمسة مواطنين أعدموا ميدانياً برصاص القوات النظامية في حي مشاع الأربعين». كما قتل 13 رجلاً «اثر إطلاق رصاص عليهم من القوات النظامية في حي البياضة في مدينة حمص (وسط). وفي محافظة درعا (جنوب)، أفاد المرصد عن العثور على جثامين تسعة رجال في بلدة أبطع في الريف «قضوا بإطلاق رصاص مباشر من قبل القوات النظامية في البلدة». وتحدثت لجان التنسيق المحلية في بيان عن «مجزرة جديدة على أيدي قوات النظام»، مشيرة إلى أن هذه القوات «لا تزال تحاصر المنطقة»، و «عدد الشهداء قابل للارتفاع».