اعتبرت وزارة الداخلية العراقية عودة التصفيات بأسلحة كاتمة للصوت «رد فعل على نجاح المؤسسة الأمنية في عملها الاستخباري وانقضاضها على أوكار الإرهاب»، فيما أكد ضابط رفيع المستوى في الجيش أن «الأمن مرتبط طردياً بالتطورات السياسية في البلاد». وقتل أمس سبعة عراقيين، بينهم ستة من قوات الأمن في ثلاث هجمات متفرقة، أبرزها في بابل. وتزايدت خلال عمليات الاغتيال بالأسلحة الكاتمة للصوت في بغداد، مستهدفة ضباطاً كباراً في وزارتي الداخلية والدفاع، واغتيل المدير العام لدائرة شكاوى المواطنين اللواء نايف السامرائي، وضابط آخر برتبة عميد في الجيش كما استهدفت حواجز تفتيش في مناطق متفرقة أسفرت عن مصرع حوالى عشرة من عناصر الأمن. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العقيد سعد معن في تصريح إلى «الحياة»: «إن عودة الاغتيالات رد فعل على العمليات الاستباقية التي نفذتها أجهزة الوزارة ضد المجموعات الإرهابية»، وأشار إلى أن «الهدف منها لفت الانتباه وإرسال إشارات إلى أنهم (الإرهابيون) موجودون ويحاولون تشتيت رجال الأمن لتخفيف الضغوطات عن أوكارهم التي تنهار بسبب إجراءاتنا». وعن نتائج العمليات الاستباقية والعمل الاستخباري، قال: «إن غالبية الخلايا المسلحة التابعة إلى تنظيم القاعدة وغيرها أصبحت مكشوفة أمام جهدنا الاستخباري وعرضة لضرباتنا على الأرض». إلى ذلك قال مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع في تصريح إلى «الحياة» إن «وتيرة الوضع الأمني ترتبط طردياً بالتطورات السياسية في البلاد». وأضاف: «سجلنا ارتفاعاً ملحوظاً في تزايد الهجمات بالأسلحة الكاتمة للصوت خلال الآونة الأخيرة الطابع العام لها هو عشوائي لكن بعضها يصطاد ضباطاً كباراً ومسؤولين». أما الخبير العسكري أحمد المعيني، وهو عميد سابق في الجيش فقال: «كي نكون منصفين أمام الناس والتاريخ فالبورصة الأمنية لها علاقة مباشرة بمدى قوة ميليشيا الأحزاب التي تقود العراق. وللأسف لا يتوانى أي طرف عن استخدام قوته في الشارع للضغط على الآخر والضحية هو المواطن البسيط». وعن الخطط لمواجهة هذه التحديات، تساءل المصدر: «عن أي خطط يتحدثون؟ الخرق الموجود أكبر من القائد الميداني»، مشيراً إلى أن «الخاصرة الضعيفة للأمن يشارك فيها العنصر الأمني والسلطة معاً. فمثلاً نجد أن عدداً كبيراً من كبار ضباط الجيش والشرطة يسكنون في أحياء وزعها النظام السابق وهي الآن خيرة كونها تحولت إلى ساحة صراع سياسي بين القوى النافذة، أما الأمر الآخر فهو ضعف الحس الأمني لدى غالبية قادة الجهازين». إلى ذلك، قال مسؤول في مكتب الإعلام التابع لمحافظة بابل إن «المقدم سلمان كاظم الخزرجي، مدير شرطة ناحية المشروع، قتل مع اثنين من مرافقيه ومدني بتفجير عبوتين ناسفتين استهدفتا موكبه أثناء توجهه إلى عمله». وأضاف أن «التفجيرين اللذين وقعا بصورة متزامنة أسفرا عن إصابة شرطيين آخرين من مرافقي المقدم». وأكد مصدر في مستشفى الحلة التعليمي مقتل أربعة أشخاص في الهجوم. وفي هجوم آخر في المحافظة ذاتها، قتل جنديان وأصيب ثالث في هجوم مسلح استهدف حاجز تفتيش. وأوضح أحد المصادر أن «مسلحين مجهولين هاجموا حاجزاً في منطقة البحيرات في الإسكندرية (60 كلم جنوب بغداد)، ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة ثالث». وقتل شرطي وأصيب آخر بانفجار عبوة ناسفة عند نقطة تفتيش في منطقة يثرب قرب بلد (70 كلم شمال بغداد). من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد حميد الموسوي أن «القوات الأمنية التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية تمكنت من القبض على أمير تنظيم القاعدة في الناصرية ليلة أمس (الثلثاء) مع مجموعة من مساعديه بينهم عناصر تنتمي إلى حزب البعث المنحل». وأوضح أن «التحقيقات أظهرت أن أمير التنظيم مسؤول عن تفجيرات الناصرية الأخيرة ويحمل مع العناصر الأخرى هويات مزورة بينها هويات صادرة من العتبتين الحسينية والعباسية».