أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر افتتاحَ مكتب في الاردن لمساعدة عشرات آلاف اللاجئين السوريين على التواصل مع عائلاتهم واقربائهم في سورية او بلدان اخرى عبر الهاتف او الرسائل الخطية. وقالت اللجنة في بيان امس، إنها «افتتحت مكتباً في مخيم الزعتري القريب من مدينة المفرق التي تقع (85 كلم) شمال شرق عمان من اجل مساعدة اللاجئين السوريين المقيمين في هذا المخيم على التواصل من جديد مع أفراد عائلاتهم وعلى المحافظة على هذا التواصل». ونقل البيان عن رئيسة بعثة اللجنة الدولية في عمان كاترين جوندر قولها: «يمكن ان تتقطع السبل بالناس بسهولة لدى فرارهم من منطقة نزاع، ويصبح استئناف التواصل بينهم عسيراً للغاية عندما يعبرون حدوداً دولية». وأضافت ان «الخدمات التي تعتزم اللجنة الدولية تقديمها في هذا المجال تهدف الى اطفاء نار لوعة من تقطعت بهم السبل من الآباء والأمهات والأطفال، وكذلك الأزواج والزوجات والإخوة والأخوات وغيرهم من الأقارب الحميمين، وتبديد الشكوك التي تساورهم بشأن مصير أحبائهم». ووفق البيان، سيعمل المكتب على «تمكين اللاجئين من الاتصال بأقاربهم، سواء كانوا في سورية أو في بلدان أخرى غير سورية والأردن أو في أماكن أخرى في الأردن بواسطة الهاتف أو رسائل الصليب الأحمر المكتوبة بخط اليد». وسيقوم المكتب ايضاً «بتسجيل أمور المستضعفين ومتابعتها، الذين يضمون القاصرين غير المرافقين، من أجل إعلام عائلاتهم بأماكن وجودهم». كما سيكون بإمكان اللاجئين الطلب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر البحث عن أقاربهم المفقودين. وقد تتمكن اللجنة الدولية من المساعدة ايضاً على الاتصال بالسلطات السورية اذا ما أعلمها الشخص الذي يبحث عن قريب مفقود بأنه يظن ان هذا المفقود محتجز لدى السلطات في سورية. ونقل البيان عن الشاب السوري مجد (26 عاماً) الذي لجأ الى مخيم الزعتري قوله: «لا نحتاج من أجل البقاء الى الماء والغذاء فحسب، بل نحتاج ايضا الى معلومات عن احبائنا الموجودين في الوطن». وخلص البيان الى القول ان «التمكن من اجراء اتصالات هاتفية مجانية سيخفف من معاناة معظم اللاجئين الموجودين في المخيم، وكذلك من معاناة أقاربهم المقيمين خارج المخيم». ويؤوي الاردن، الذي يتشارك وسورية بحدود يزيد طولها عن 370 كيلومتراً، اكثر من 200 الف سوري منذ بدء الاحداث في سورية في آذار (مارس) 2001. وأحصت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الاردن 85 الفا و197 لاجئاً بينهم 35 الفاً و961 ينتظرون التسجيل. ويعبر مئات السوريين يومياً الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير شرعي، هرباً من القتال الدائر بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة. ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن موقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سورية او لدى اقارب او اصدقاء لهم في المملكة بالاضافة الى وجود نحو 32 ألف لاجئ في مخيم الزعتري الذي تم افتتاحه في نهاية تموز (يوليو) الماضي. وتفيد الاممالمتحدة ان نحو 1.2 مليون سوري، أكثر من نصفهم من الاطفال، نزحوا داخل سورية، في حين ان 250 الفاً آخرين لجأوا الى الدول المجاورة مثل الاردن ولبنان وتركيا والعراق.