استمرت العمليات العسكرية في مناطق عدة في سورية بينها مدينة حلب (شمال) حيث أعلنت القوات النظامية السيطرة على احد الأحياء المهمة شرق المدينة، فيما وقعت سلسلة انفجارات في دمشق استهدفت «هيئة مدارس أبناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت القوات السورية امس استعادتها السيطرة على حي العرقوب الكبير في شرق مدينة حلب، في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استمرار الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في الحي. وقال مصدر عسكري على الأرض لمراسل فرانس برس إن: «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وإن عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية». وأضاف «انهم يقومون بمداهمات ويفتشون شقة وراء شقة للتحقق من عدم وجود متمردين». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها نقلاً عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الإرهابيين وإعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الإرهابيين». وقالت الوكالة إن «آليات مجلس مدينة حلب دخلت إلى منطقة العرقوب لتنظيفها وتأهيلها». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من جهته لفرانس برس إن: «المعارك مستمرة في المنطقة»، و»لا يمكن الحديث عن سيطرة، طالما المعارك مستمرة». وأفاد مراسل فرانس برس الذي قصد المنطقة عن سماع أصوات رشقات متقطعة من منطقة العرقوب، وشاهد حواجز للجيش على ثلاثة مداخل للحي. ويمنع الجنود من دخول الحي مؤكدين وجود ألغام. وتمكن المراسل من رؤية آثار الدمار في الشارع الرئيسي للعرقوب من الخارج، مع واجهات ابنية منهارة وثقوب في أبواب المحال التجارية. وقال رجل في السابعة والثلاثين رافضاً الكشف عن هويته انه: «يملك محلاً في هذا الشارع»، مضيفاً «حاولت الدخول هذا الصباح، لم يسمح لي بذلك». وأضاف «هذا المحل هو كل ما املك في حياتي. إذا دمر، سأغادر البلاد». وتشهد حلب معارك مصيرية منذ العشرين من تموز (يوليو) للسيطرة على المدينة التي تشهد عمليات كر وفر وحرب شوارع قاسية. من جهة ثانية، وقعت سلسلة انفجارات في دمشق قبل ظهر امس استهدفت «هيئة مدارس أبناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق»، بحسب المرصد السوري. وأوضح مدير المرصد أن المكان المستهدف هو مقر إدارة المدارس التي تستقبل أبناء شهداء الجيش السوري، ويقع على الطريق التي تؤدي إلى مطار دمشق. وقال إن: «الانفجارات كانت قوية إلى درجة أن أسواراً محيطة بالمقر انهارت». ونقلت محطات تلفزة فضائية عربية أن انفجاراً عنيفاً استهدف مركزاً امنياً قرب فرع فلسطين في العاصمة، ما تسبب بمقتل العشرات بينهم ضباط. وقالت هذه المحطات إن «ألوية أحفاد الرسول»، وهي جماعة إسلامية منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، تبنت هذه العملية. وذكرت «سانا» أن «عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة إرهابية مسلحة في المبنى» تسببتا بإصابة سبعة أشخاص بجروح. وقال ناشطون ومقاتلون إن قنابل زرعها مقاتلو المعارضة انفجرت في مدرسة تستخدمها قوات الأمن وميليشيات موالية للحكومة في العاصمة السورية. وقال سكان إن الدخان تصاعد من المنطقة في جنوب شرقي دمشق. وقال ناشط إن عربات الإسعاف شوهدت وهي تسرع إلى هناك. وقال أبو معاذ وهو قائد في ميليشيا أنصار الإسلام انه في تمام الساعة التاسعة و35 دقيقة انفجرت سبع شحنات ناسفة على دفعتين مستهدفة مدرسة تستخدم لاجتماعات تخطيط أسبوعية بين ميليشيا الشبيحة الموالية للحكومة وضباط الأمن. وانضمت أنصار الشريعة إلى الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ 18 شهراً. ونقلت قناة الأخبار الرسمية في التلفزيون السوري نقلاً عن مسؤول حكومي قوله إن شحنتين ناسفتين بدائيتي الصنع زرعهما «إرهابيون» انفجرتا قرب مدرسة (أبناء الشهداء) في دمشق. وتوقع مقاتلو المعارضة وقوع خسائر كبيرة في الأرواح. وقال أبو معاذ انه كان هناك عدد من الضباط وتوقع أن يكونوا بين عدد كبير من القتلى في هذه العملية. وتحولت منطقة جنوبدمشق إلى ساحة للمعارك بين قوات النظام وقوات المعارضة. وفي الأسبوع الماضي قصف الجيش السوري معاقل مقاتلي المعارضة هناك لإخراجهم من العاصمة. كما تحدث سكان دمشق أيضاً عن اشتباكات استمرت ساعتين في شارع بغداد بوسط دمشق إلى الشمال من المدينة القديمة. وفي محافظة حمص (وسط)، أفاد المرصد عن تعرض مدينة الرستن لقصف عنيف من القوات النظامية، وعن سقوط أربعة قتلى جراء القصف على مدينة القصير. كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن مدينة تلبيسة في ريف حمص تتعرض أيضاً «للقصف بأسلحة الهاون والمدفعية الثقيلة» ما أدى إلى تهدم عدد من المنازل. وتعتبر تلبيسة والقصير والرستن معاقل للجيش السوري الحر. وسقط 33 قتيلاً في مناطق مختلفة من سورية امس في أعمال عنف. وذكر المرصد السوري أن حوالى ألفي طفل تعرضوا لأعمال عنف منذ بدء الانتفاضة في منتصف آذار (مارس) 2011، والتي تحولت إلى نزاع دام. وقتل أول من امس 12 طفلاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، بينما قتلت فجر امس طفلة في السادسة بنيران من القوات النظامية استهدفت سيارة كانت تقلها على الطريق الدولي في حلب المؤدي إلى دمشق. إلى ذلك، نجا القيادي في الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين من محاولة اغتيال قام بها مسلحون تابعون للقوات النظامية في محافظة حماة وسط البلاد، بحسب ما أفاد مسؤول الإعلام في الجيش الحر في الداخل فرانس برس. وقال مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري في اتصال هاتفي من سورية «تعرض موكب العقيد قاسم سعد الدين بعد منتصف الليل الماضي لمكمن من الشبيحة في السلمية في محافظة حماة». وقاسم سعد الدين هو رئيس المجلس العسكري في محافظة حمص، والناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل. وأشار المصري إلى وقوع «معركة كبيرة اثر المحاولة، ما تسبب بمقتل عدد من الشبيحة». وأوضح أن الحادث حصل لدى عودة سعد الدين من حلب بعد اجتماع له مع رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي. وأعلنت قيادة الجيش الحر التي كانت تتخذ من تركيا مقراً السبت نقل قيادتها المركزية إلى داخل سورية. وتحاول المجالس العسكرية في المحافظات السورية المختلفة تعزيز التنسيق في ما بينها لزيادة فاعلية العمليات العسكرية في مواجهة القوات النظامية على الأرض.