يشكل مرض السرطان في قطاع غزة السبب الثاني للوفاة بين سكان القطاع، وهو ما يشغل الجهات المحلية خاصة وان هذه الشريحة من الفلسطينيين تواجه مصاعب جمّة في ظل سياسة الاحتلال الاسرائيلي، التي تحول دون امكانية تلقي المرضى علاجهم الضروري. وتحت عنوان "مرضى السرطان .. تحديات وامال"، اعد مركز الميزان، الناشط في مجال حقوق الانسان، ورقة عمل تكشف حقيقة هذه المعاناة والواقع المرير الذي يعيشه المرضى والتحديات التي تحول دون تمتعهم بحقوقهم الصحية وتقديم خدمات صحية مناسبة تراعي حاجاتهم. وتسعى الورقة إلى الوقوف عند حلول عملية قد تلبي آمال وحاجات مرضى السرطان في رعاية صحية مناسبة. وحمّل معدو الورقة المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية ودعوه الى التحرك فوراً لضمان وقف سياسة الحصار والعقوبات الجماعية التي تفرضها اسرائيل على قطاع غزة وسكانه وإلزامها بالقيام بمسؤولياتها بتأمين الشروط الصحية وتوفير أقصى ما تسمح به مواردها للسكان في الأراضي المحتلة. وتكشف الورقة ان مرضى السرطان يشكلون 11.8 من المئة من إجمالي الوفيات، وسرطان الرئة هو النوع الأكثر تسببا في الوفيات بين مرضى السرطان، يليه سرطان الثدي والقولون. واشار معدو التقرير إلى وجود ضعف واضح في مستوى الخدمات الصحية التي تقدم لمرضى السرطان، وهو ما ينعكس سلبا على حقوق هؤلاء المرضى في تلقي الرعاية المناسبة والعلاج الملائم. وعزت الورقة ذلك إلى 13 سببا، أهمها الحصار وسياسة العقاب الجماعي وضعف إمكانيات التشخيص، والتشخيص المتأخر والنقص في العلاجات الكيماوية وعدم وجود أقسام للمواد الإشعاعية وغيرها من الأسباب، التي تفصلها الورقة. وتستعرض الورقة أوجه معاناة مرضى السرطان من خلال سرد قصص واقعية تظهر ضعف الإمكانيات الطبية في قطاع غزة وأثرها المباشر على الحياة وشكلها بالنسبة للمرضى. ويرفق معدو الورقة مطالب عدة الى جانب مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد للممارسات الاسرائيلية بينها: - إنهاء الانقسام وضمان تحييد القطاعات الخدماتية عن التجاذبات والصراعات السياسية، بما يضمن إدارة القطاع الصحي على نحو أفضل. - العمل على تعزيز خدمات الدعم النفسي لمرضى السرطان بالنظر لأهميتها الكبيرة لهم. - العمل على تعزيز خدمات العلاج التلطيفي لمرضى السرطان. - تأمين مرضى السرطان ومرافقيهم مادياً خاصة المعوزين منهم عند تحويلهم للعلاج في مستشفيات جمهورية مصر العربية.