حضارات الأمم ونهضتها تُبني بإرادة وسواعد وعقول أبنائها، وفي المملكة العربية السعودية، التي وهبها الله ابنا باراً، هو المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه، الذي استطاع أن يجمع القبائل ويلملم شتاتها، ويحمي الأرض، ويصهر الأفئدة المتناحرة، ويصنع وطناً متلاحماً ناهضاً، ومن بعده واصل أبناؤه الملوك البررة المسيرة، ونهضوا بالأمة والوطن إلى مصاف دول العالم المتقدم. «اليوم الوطني» للمملكة العربية السعودية يجسد ذكرى ملحمة تاريخية، نجح فيها الملك عبدالعزيز، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، في توحيد البلاد وتأسيس هذا الكيان الشامخ، الذي نفخر به جميعاً ونعتز به. الاحتفال بذكرى اليوم الوطني يأتي هذا العام والمملكة تعيش مرحلة فائقة من التطور الاقتصادي والحضاري، لقد بدأت مسيرة البناء والتنمية في زمن وجيز، وحققت إنجازات ونجاحات يعتز بها كل العرب والمسلمون، وأن الذكرى 82 لليوم الوطني تعد مناسبة مهمة نستلهم منها معاني كبيرة، تتمثل في الاعتزاز بالسعودية والفخر بما صنعه الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، من توحيد أجزاء الوطن ووضع الأسس لبناء دولة عصرية حديثة. ما يدعو للفخر أن تتواصل مسيرة البناء والنهضة والتطوير الحضاري، ولقد كان للدور الحكيم والواعي الذي أدار به خادم الحرمين الشريفين الاقتصاد الوطني السعودي أثره في حمايته من كل الأزمات التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية، وأن مواصلة سياسة اعتماد مشاريع البنية التحتية كان لها الأثر في ضخ السيولة للسوق المحلية، وتحريك عجلة التنمية ودفع الدورة الاقتصادية قدماً إلى الأمام وسط عالم يعاني من الشلل ويعج بالانتكاسات. ما تحقق من نهضة وتنمية شاملة في المملكة عبر الحقب المختلفة تبدو ملامحه واضحة للعيان، أن مسيرة العطاء والبناء ستظل متجددة نستلهم منها الدروس والعبر وقوة الدفع، التي قادها وكافح من أجلها الملك المؤسس، وجني ثمراتها الوطن والمواطن والمقيم، ومضى أبناؤه البررة من بعده على الدرب لمواصلة مسيرة البناء حتى هذا العهد المبارك الزاخر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، ولقد نجحت المملكة، ولله الحمد، في دعم اقتصادها الوطني وتعزيز برامج التنمية. إن الجهود المخلصة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز والسياسات الاقتصادية الحكيمة التي تتبعها المملكة هيأت لاقتصادها الكثير من عوامل الحصانة والمنعة، وجنبت البلاد والمنطقة العربية تأثير الكثير من المخاطر الاقتصادية العالمية، كما حظيت المملكة على الصعيد العالمي بمكانة مميزة بين الأمم، فقد كان لها دور بارز في التصدي للقضايا العالمية، إذ قدمت الكثير من المبادرات المادية والعينية والفكرية التي أسهمت في إيجاد الحلول لتلك القضايا، كما كان لها إسهاماتها المشرقة في الذود عن قضايا الأمة العربية والإسلامية. ما تحقق للشعب السعودي العربي الكريم من تطورات تنموية في المجالات كافة كان ثمرة لجهود متواصلة في مملكة الحب والإنسانية والعطاء والبناء، لقد شهدت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قفزات تنموية ضخمة ستعود على كل مواطن بالخير والرفاهية، وستتواصل بإذن الله ثم بفضل عزيمة قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، ودعم أخيه وولي عهده الأمين. لقد شكلت البنية التحتية والخدمات اللوجيستية عنصراً رئيساً في تسريع عجلة التنمية الاقتصادية في المملكة، وخلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي، وتحقيق التكامل الإقليمي والدولي وتحسين نوعية الحياة للمملكة ومن ينعمون بالعيش على تراب هذا الوطن الكريم المضياف والمعطاء. ولقد جاءت المملكة ضمن أعلى دول العالم في قطاع الشحن والخدمات اللوجستية، من حيث معدلات النمو العام الماضي، كما احتلت مرتبة متقدمة بين دول العالم، وفقاً لمؤشر أداء الخدمات اللوجستية الدولية، وحل قطاع النقل والخدمات اللوجيستية في المملكة في مرتبة متقدمة عالمياً في الدراسة التي أجرتها «شركة دويتشة بوست دي اتش ال» على حاجات العملاء حتى عام 2020، واستعانت فيها بآراء خبراء من أنحاء العالم كافة لتحليل اتجاهات السوق والاقتصاد العالمي، وأتوقع مع استثمار القطاعات اللوجستية والخدمية المحلية، التي تتميز بتفوقها وتسهيلاتها الواسعة أن تتمكن المملكة من استقطاع حصة أكبر من النمو الكبير المتوقع للقطاع اللوجيستي إقليمياً وعالمياً، والذي يلعب دوراً رئيساً في تشكيل اقتصاديات العالم الأكثر نمواً. وإني أنتهز فرصة هذه الذكرى الطيبة المباركة كل التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وإلى الشعب السعودي الكريم والأمة العربية جمعاء... وكل عام والشعب السعودي في أمن وأمان وفي تطور ورقي. الرئيس التنفيذي لشركة «دي إتش إل» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا [email protected]