هل تسير رياضتنا بالفعل نحو المجهول؟ سؤال ليس افتراضياً، فالأحداث والنتائج ودخول التكنولوجيا ساهمت في بعثرة الكثير من الأوراق لتفضح الصورة، وتسلط الضوء عليها بشكل أكثر دقة من السابق، فهيمنة التكنولوجيا جعلت الكل قريباً من الأحداث ليس من اجل المتابعة والاطلاع. الإعلام كان صانع الاحداث في السابق قبل أن يحاول علاجها بشكل ضيق، فيوفق أحياناً، وكثيراً ما يخفق في إقناع المتلقي بحجة ان هذا الإعلام انتقائي تسيره الميول والرغبات، لذا كان شبه فاشل عند الغالبية، فليس كل ما يكتب او يذاع صحيحاً، بل لا بد من معرفة انتماء هذا الإعلامي ونحو أي معسكر يميل قبل إصدار الحكم النهائي. اليوم سقطت الكثير من الأقنعة بل فُضحت، فالقنوات الفضائية باستضافتها لمن نعتقد أنهم «جوقة الفطاحل» أزالت كل الغبار المتراكم على أولئك بكل وضوح، لا أسلوب في الحديث، ولا فكرة مستفادة في الطرح، فالغبار الذي أزيل ليس له دخل بالثقافة بل في ممارسة التشجيع والتعصب، وفنون الشتم والاستهزاء، وإطلاق التهم لمجرد الاختلاف في الميول. اليوم تطور الموضوع أكثر من قبل، أصبحت القنوات الفضائية مجالاً لتصفية الحسابات ونشر الغسيل باسم الحرية والديموقراطية، وهم بذلك يساهمون في القضاء على أي مستقبل رياضي فهم وجدوا مجالاً خصباً ليس له رقيب. ففي قضية الحكام الأخيرة والاتهامات المتبادلة، التي يعتبرها البعض امراً شخصياً، جزء من تلك المشكلات التي أصبحت عراقيل للمحبة والألفة والتفكير في الآليات التي تدفع الرياضة الى موقعها الحقيقي، او الذي يجب ان تكون فيه، والمشكلة ان هذا وغيره يحدث في ظل صمت رهيب من عقلاء هذا الوسط، او لنقل المسؤولين عنه. وبعدها جاء الاختراع الجديد «تويتر» فصنع من الكل إعلاميين، والحق أن معظم مرتاديه أصحاب فكر ووعي وأسلوب، لذا نتابعهم بكل إعجاب، لكن المشكلة الخطيرة انك كثيراً ما تقابل هؤلاء وهم ملثمون او مزورون (الحلو ما يكملش). ختاماً اذا لم يكن هناك حلول من المعنيين بالأمر فانتظروا مزيداً من لخبطة الأوراق وسقوط الأقنعة وكشف المزيفين فربما يكون هذا هو الحل الأخير. [email protected]