تعيش قرى الخرقاء الواقعة جنوبمكةالمكرمة على طريق الليث - القنفذة القديم، مفتقرة للخدمات، رغم أن جغرافيتها وضعتها على بعد مسافة لا تزيد على 40 كيلو متراً من العاصمة المقدسة ذات المشاريع العملاقة، و75 كيلو متراً عن بوابة الحرم المكي الشريف الأولى جدة. إذ لا طريق، ولا إنارة، ولا شبكة اتصال، وتحاصرهم من إحدى الجهات مزرعة تحولت إلى بحيرة للصرف الصحي، ومسببة انتشاراً للحشرات والبعوض. ولا تقتصر الحاجة للمعاش المقدم من الضمان الاجتماعي حكراً على كبار سن قرى الخرقاء، بل أصبح شبانها من هم في العقدين الثالث والرابع ينشدونه في ظل عدم لحاقهم بقطار التعليم، وقبله الفقر. ويشكو الستيني معتوق الجنوبي، الذي لا يعرف سوى الخرقاء وطناً، من وجود أعمدة الضغط العالي للكهرباء على بعد بضعة أمتار من منزله، لكنه وأسرته المكونة من 11 فرداً لا يعرفون النور كون التيار لم يدخل نطاق الخدمة بعد. فيما تسكن الثمانينية حامدة الجحدلي في منزل شيده فاعل خير يبعد عن المنازل الأخرى مسافة لا تقل عن ثلاثة آلاف متر، وبمجرد رؤيتها قدوم أحد باتجاهها تسعد اعتقاداً منها أن القادمين موظفون في الكهرباء.