يوم لا غير يفصل بين تظاهرتين مخصصتين للسينما العربية في باريس. الأولى ينظمها معهد العالم العربي والثانية جمعية السينما العربية الأوربية. بعد طول غياب، يعود العالم العربي لتنظيم عروض للسينما العربية في باريس. «لقاءات السينما العربية» هي الدورة الأولى لتظاهرة ستنظم سنوياً بالتعاون مع كومن برود الدولية. وتقدم البرمجة لهذا العام أفلاماً لمخرجين من العالم العربي إضافة إلى أعمال لمخرجين من أصول عربية يقيمون في الخارج، محترفين وشباباً ممن «يستحقون اهتمام الإعلام والموزعين» الفرنسيين والأوربيين. اختيرت لهذه الدورة التي تقام من 21 إلى 25 أيلول (سبتمبر)، الأعمال التي تطرح مواضيع ذات طابع اجتماعي بالدرجة الأولى، أفلام طويلة وقصيرة، روائية ووثائقية. ويحفل البرنامج بأفلام من الخليج العربي وهو ما لم تتح مشاهدته للجمهور الفرنسي من قبل، كما تخصص عروض للصغار في بادرة تستحق الاهتمام. ومن ضمن الأفلام الطويلة يحضر» يا خيل الله» لنبيل عيوش الذي يتناول الهجمات الإرهابية في الدارالبيضاء عام 2003 وقد نال في مهرجان كان الأخير جائزة فرنسوا شاتليه التي تقدم لفيلم «يترجم بشكل أمثل واقع عالمنا». ومن الإمارات العربية المتحدة سيعرض «ظل البحر» لنواف الجناحي ويتناول تمرد يافعين ضد التقاليد والأعراف في قرية بحرية. ومن الأردن «شركس» لمحي الدين قندور عن التقاء الحضارات، والحكايا كوسيلة للنقد الاجتماعي والسياسي في «سقف دمشق وحكايات من الجنة» لسؤدد كعدان من سورية. ويحفل البرنامج بالأفلام القصيرة، فمن لبنان يعرض «خلفي شجر الزيتون» لباسكال أبو جمرة عن العودة الصعبة لفتاة إلى المكان الذي شهد خيانة والدها وطنه وتعامله مع جيش الاحتلال في الجنوب. هناك أيضاً أعمال من مصر وتونس ولبنان واليمن وفلسطين والعراق، والعديد من الأعمال القادمة من الخليج، بينها «شلون» لعمار بن عبد الله الكوهجي من البحرين عن شابتين ضحيتين للمجتمع الذكوري، ومن السعودية «حياة» لمجتبى سعيد، ومن الإمارات نتابع فتاة من الإمارات تدرس في الخارج وتجابه ثقافة جديدة في «الحجاب في لندن». أما التظاهرة الثانية «ربيع السينما العربية»، التي تنظمها جمعية السينما العربية الأوربية في سينما «لاكليه» الباريسية، فتبدأ مساء الخميس 27 أيلول (سبتمبر) وتستمر لغاية الأحد. ويضم برنامجها أكثر من ثلاثين عملاً من الأفلام القصيرة والطويلة، الروائية والوثائقية كما بعضاً من أفلام التحريك. عدد من هذه الأفلام يعرض للمرة الأولى عالمياً كفيلم «صرخة» لليمنية خديجة السلامي، وأخرى للمرة الأولى فرنسياً كأعمال السورية ياسمين فناري والجزائري مرزاق علواش والمغربي فوزي بن سعيد. كما تسلط التظاهرة الضوء على تطور صناعة السينما في الخليج العربي في مجال الفيلم القصير بتقديمها إنتاجات ورشة عمل «كرز كيارستمي» والتي تضم أعمال 15 مخرجاً خليجياً عملوا بإشراف المخرج الإيراني على موضوع العزلة. ويذكر أن الدورة الأولى من التظاهرة خصصت للربيع العربي أو ما يفضل قوله اليوم «التغيرات في العالم العربي»، أما الدورة الحالية فستكون «انعكاساً للسينما الجديدة المقدامة الباحثة عن هويتها في ما هو أبعد من الثورات وما قادت إليه». ويلاحظ في عروض هذا العام حضور السينما الجديدة التي تعكس تعدد النظرة الإبداعية للشباب الذي لم يعد يخشى تصوير الواقع، كما الحضور المتزايد للمرأة المخرجة لاسيما في قطاع الأفلام القصيرة مثل لما علمي وهدى خضر من المغرب ورانيا اسطفان وباسكال أبو جمرة من لبنان ونهى عشماوي من مصر وياسمين فناري من سورية في فيلمين تحريكيين. ويتيح برنامج العرض مجالاً واسعاً للأفلام الوثائقية والقصيرة وأفلام التحريك إذ يقتصر عدد الأفلام الروائية الطويلة على خمسة هي «الرحيل من بغداد» لقتيبة الجنابي من العراق، و»الجمعة الأخيرة» ليحيى العبد الله من الأردن والإمارات، و «موت للبيع» للمغربي فوزي بن سعيدي، و»74 إعادة بناء صراع» لرانيا ورائد رفاعي من لبنان و»التائب» لمرزاق علواش.