منحت لجنة تحكيم الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي الفيلم الفلسطيني «زنديق» للمخرج ميشال خليفي جائزة المهر لافضل فيلم روائي عربي من بين عشرة اعمال عربية تناوبت على انتزاع حصتها من الجوائز. ويتناول فيلم «زنديق» قصة مخرج فلسطيني يعيش في اوروبا ويقرر العودة الى رام الله بالضفة الغربية لتصوير فيلم يوثق لنكبة الفلسطينيين العام 1948 وما شهدته من احداث وفظائع لا تزال تنعكس على حياة الفلسطينيين. وتدور احداث الفيلم الذي يؤدي دور البطولة فيه محمد بكري على مدى اربع وعشرين ساعة حافلة بالتوترات. ومنحت لجنة التحكيم التي تراسها المخرج الجزائري احمد راشدي جائزتها الخاصة لفيلم «حراقة» للجزائري لمرزاق علواش الذي يتناول فيه الهجرة السرية من خلال مغامرة عبور عبر البحر من الجزائر نحو فردوس اوروبا الموعود. ونوهت لجنة التحكيم بفيلم «ضربة البداية» للعراقي امين كوركي وتدور احداثه في ملعب لكرة القدم يعاني من الدمار وتسكنه 300 عائلة من المهجرين الذين قاموا ببناء اكواخ من الصفيح فيه. الممثلة دينيس نيو مان تتسلم جائزتها من سمير غانم ومنحت لجنة التحكيم جائزة افضل ممثلة للفلسطينية نسرين فاعور التي اجادت في ادائها دور الام الفلسطينية المهاجرة الى الولاياتالمتحدة مع ابنها في فيلم شيرين دعيبس «امريكا» الذي سبق ان فاز بجوائز مهمة بينها اثنتان في القاهرة. وذهبت جائزة افضل ممثل للمغربي سعيد باي عن فيلم «الرجل الذي باع العالم» للاخوين عماد وسهيل نوري عن رواية دوستويفسكي «قلب ضعيف» مصاغة برؤية مغربية. ونالت المصرية نانسي عبد الفتاح التي وقعت عددا من اهم الافلام المصرية في السنوات الاخيرة جائزة افضل تصوير عن فيلم «واحد صفر» للمخرجة كاملة بوذكري وهو فيلم لقي الكثير من النجاح الجماهيري وحقق جوائز. ونال هذا الفيلم جائزة السيناريو الذي وضعته مريم نعوم وتدور احداثه على خلفية اجتماعية ترسم ملامح القاهرة اليوم حيث قلت مساحات الفرح واتسع الحزن، لكن لعبة كرة القدم وكسب مصر لاحدى المباريات تنسي الجميع همومهم ولو لوقت قصير. ونال الثلاثي جبران جائزة افضل موسيقى تصويرية في شريط «وداعا غاري» للمخرج الجزائري الفرنسي نسيم عمواش في اول تجربة اخراجية لفيلم طويل له. وحصل فيلم المصري مجدي احمد علي «عصافير النيل» على جائزة افضل مونتاج بين الافلام العربية المشاركة ونفذ مونتاج الفيلم احمد داود. المخرج السعودي محمد الظاهري اما في فئة المهر العربي للفيلم الوثائقي ففازت المخرجة المسرحية زينة دكاش المتخصصة في مجال العلاج بالدراما بجائزة افضل فيلم وثائقي عن عملها «12 لبناني غاضب» مع نزلاء سجن رومية في لبنان، حيث قدمت معهم عملا مسرحيا عملوا عليه طوال 15 شهرا وشارك فيه 45 سجينا بعضهم امي لا يعرف القراءة والكتابة وبعضهم من مرتكبي جرائم القتل. وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب المصرية التي تعيش في الولاياتالمتحدة مي اسكندر عن فيلمها «احلام الزبالين» وتروي فيه حكاية ثلاثة مراهقين ولدوا وترعرعوا على تجارة القمامة. ومنحت جائزة المهر الثانية في فئة الفيلم الوثائقي لفيلم الفلسطيني بلال يوسف «العودة الى الذات» الذي صور فيه موضوع الخدمة العسكرية الاجبارية التي تفرض على الدروز الفلسطينيين وتجبرهم على دخول الجيش الاسرائيلي. اما فيلم «اشلاء» للمغربي حكيم بلعباس وحيث يلقي المخرج الذي يعيش في الولاياتالمتحدة نظرة خاصة على عائلته المغربية، فحظي بتنويه خاص من لجنة التحكيم. وفي فئة الفيلم القصير نال فيلم «رؤوس دجاج» لبسام علي الجرباوي الجائزة الاولى بينما نال اللبناني طلال خوري جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه «آب». الكويتي سعد الفرج يسلم جائزة افضل ممثلة لنسرين فاعور ونالت المصرية عايدة الكاشف عن فيلمها «النشوة في نوفمبر» الجائزة الثانية للفيلم القصير فيما حصل السعودي محمد الظاهري على تنويه خاص عن عمله «شروق/غروب» كما حصل على جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما. وفي مسابقة الفيلم الآسيوي - الافريقي فاز بالجائزة الاولى شريط الفيليبيني بريلانتي ميندوزا «لولا» الذي يصور فيه نضال سيدتين مسنتين للدفاع عن حفيديهما اللذين سقط احدهما ضحية العنف ودخل الآخر السجن بعدما قتله. وفي هذا العمل الجديد يتابع المخرج خوضه في الاحياء الفقيرة لمانيلا عبر نظرة وثائقية واقعية اخاذة. وتم في ختام فعاليات مهرجان دبي السينمائي توزيع 28 جائزة في مختلف المجالات تتجاوز قيمتها الاجمالية 575 الف دولار واستقبلت المسابقتان العربية والاسيوية - الافريقية اعمالا من اكثر من 62 بلدا. وتلقى مهرجان دبي خلال 2009 اكثر من 900 فيلم تنافست على جوائزه. وقدم المهرجان اجود افلام العالم في مختلف تظاهراته وخصوصا تظاهرة «سينما من العالم».