من شبّ على خلق شاب عليه... فبعدما أعلن كلينت إيستوود أنه تخلى عن التمثيل للتفرغ لمهنة الإخراج، ها هو يعود الى التمثيل وهو في ال82 من عمره مع فيلم «ترابل ويذ ذي كورف» الذي يتناول العلاقة بين أب وابنته والتقدم في السن. وقرر النجم الهوليوودي ألا يخرج هذا الفيلم الذي يعرض نهاية الأسبوع الجاري في صالات أميركا الشمالية، فسلّم المهمة إلى مساعده ومنتج أفلامه روبرت لورنز. وكانت المرة الأخيرة التي مثّل فيها كلينت إيستوود في فيلم ليس من إخراجه، منذ قرابة 20 سنة، مع فيلم «إن ذي لاين أوف فاير» للمخرج فولفغانغ بيترسن، غير أن روبرت لورنز «قام بعمل مذهل»، كما صرح الممثل لوسائل الإعلام خلال عرض فيلمه في بيفرلي هيلز، وأضاف مازحاً: «هو يطالب بإصرار منذ سنوات بإخراج فيلم، وكانت هذه الفرصة المناسبة». يتمتع كلينت إيستوود بقاعدة معجبين واسعة، غير أن صورته تأثرت بعد مشاركته في المؤتمر العام للحزب الجمهوري. والميول السياسية للممثل معروفة منذ وقت بعيد، لكن مضمون حواره الغريب وغير المتناسق مع كرسي فارغ، نال من هالته وعكس صورة رجل متعب يتقدم في السن. لكن كلينت إيستوود الذي أتى لحضور العرض الأول لفيلمه بدا واثقاً من نفسه يمازح من حوله بصوته الجهوري المبحوح، وتقبّل برحابة صدر الأسئلة التي طرحت حول سنه، فقال مبتسماً: «عندما تبلغون عمراً معيناً، جل ما يسعدكم هو أن تبقوا على قيد الحياة! وقد راقت لي مسيرتي حتى الآن، وأنا أحاول التمتع بالمسار المتبقي». يتمحور فيلم «ترابل ويذ ذي كورف» حول الشيخوخة ومشاكلها، ويؤدي فيه إيستوود دور مكتشف مواهب لنادي بيسبول في أتلانتا، يرفض أن يعترف بأنه يصاب بالعمى تدريجياً. ويعجز هذا المدرب العكر المزاج أن يقيم علاقة هادئة مع ابنته (ايمي آدمز) التي تقبل بمرافقته في مهمة إلى كارولينا الشمالية، في مسعى إلى كسر الجليد. وأكد إيستوود انه استمتع كثيراً بالعودة إلى دور الممثل والتخلي عن مهام المخرج: «بعد فيلم غران تورينو، قلت لنفسي إنه من غير الصائب الاستمرار في القيام بالمهمتين معاً، حتى لو كنت أقوم بذلك منذ 40 سنة»، علماً أن اول فيلم أخرجه كان «بلاي ميستي فور مي» (1971). وتابع: «لن أزاول المهنتين معاً على الأرجح، أقله لفترة من الزمن، لكنني كنت قلت أيضاً إنني لن أمثل أبداً وبدّلت رأيي... فنحن نكذب أحياناً». لكنه كان صادقاً، في مؤتمر الحزب الجمهوري، عندما دعا الأميركيين إلى عدم التصويت لباراك أوباما مجدداً، وأقرّ بأن خطابه لم يكن متماسكاً، إذ أعدّه قبل «خمس ثوان» من اعتلاء المنصة، وختم قائلاً: «عندما تعتلون المنصة وتجدون أمامكم 10 آلاف شخص متحمس، تغيب الأفكار عن بالكم».