تواصلت تداعيات الاحتجاجات على الفيلم المسيء إلى الإسلام، ففجرت امرأة نفسها في حافلة تقل أجانب في كابول وقتلت 12 منهم «رداً على الفيلم»، فيما دعا «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» إلى «الاقتداء» بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي وقتل الديبلوماسيين الأميركيين. وفي حين أمر النائب العام المصري أمس بإحالة سبعة من ناشطي أقباط المهجر على محكمة جنايات القاهرة بتهمة «ازدراء الدين الإسلامي وتهديد الوحدة الوطنية» على خلفية اشتراكهم في إنتاج الفيلم، بدا أن الاحتجاجات عرقلت محادثات في واشنطن لإسقاط بليون دولار من ديون مصر. وتبنى «الحزب الإسلامي» الأفغاني تفجير باص صغير يقلّ عمالاً أجانب، وأسفر عن سقوط 12 شخصاً بينهم 8 من جنوب أفريقيا، معلناً أن انتحارية نفذته رداً على الفيلم. وشهدت باكستان وإندونسيا تظاهرات في محيط بعثات ديبلوماسية أميركية. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالى ألفي متظاهر حاولوا الاقتراب من القنصلية الأميركية في بيشاور، فيما سار حوالى ألفي شخص أيضاً قرب القنصلية الأميركية في كراتشي، وتجمع مئات من المتظاهرين قرب القنصلية الأميركية في لاهور، وهتفوا: «أوباما كلب» و «الموت لأميركا». الى ذلك، اعتبر «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في بيان مقتل السفير الاميركي في ليبيا «أحسن هدية لحكومته المتغطرسة الظالمة»، داعيا «شباب الإسلام إلى اقتفاء اثر أسود بنغازي بإسقاط أعلام أميركا في سفاراتها... وقتل سفرائها وممثليها أو طردهم وتطهير ارضنا من رجسهم... ونخص بالذكر في هذا المقام إخواننا في الجزائروتونس والمغرب وموريتانيا». وفي القاهرة، ضمت لائحة المحالين على المحاكمة صاحب «الجمعية القبطية الوطنية» في واشنطن موريس صادق والمنسق الإعلامي للجمعية نبيل بسادة ومنتج الفيلم إيليا باسيلي ومرقص عزيز وناهد محمود متولي وشهرتها «فيبي عبدالمسيح» ونادر نيقولا وفكري زقلمة، إضافة إلى القس الأميركي تيري جونز. ونسبت النيابة إلى المتهمين «ارتكاب جرائم المساس بوحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، وازدراء الدين الإسلامي، وإذاعة أخبار وإشاعات كاذبة»، وهي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون بعقوبة تصل إلى الإعدام. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن التظاهرات التي اندلعت في القاهرة بسبب الفيلم عرقلت محادثات لإعفاء مصر من نحو بليون دولار من الدين للولايات المتحدة. وذكرت نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن مصر لا يمكنها أن تتوقع اعفاء كبيراً، على الأقل إلى ما بعد 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، بعد الاستجابة المتأخرة للقاهرة للاحتجاجات العنيفة أمام السفارة. ونقلت عن مسؤول في الكونغرس قوله: «سينتظرون ويرون كيف تتطور الامور مع التظاهرات وفي الكونغرس».