دخلت أزمة المواجهة في أوكرانيا مرحلة جديدة من التصعيد مع إعلان كييف قرار إلغاء وضع أوكرانيا كبلد محايد، وتوجهها لنيل عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والذي عارضته روسيا دائماً. وأكد الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، بعد اجتماع طارئ في بروكسيل، أن الحلف «سيحترم قرار كييف»، التي طالبت أيضاً بالحصول على أسلحة لمواجهة «القوات الروسية» والانفصاليين الموالين لموسكو في الشرق، حيث خسرت قواتها مواقع وبلدات في الأيام الأخيرة (للمزيد). وقال رئيس بعثة أوكرانيا لدى الحلف إيهور دولهوف: «نحتاج مساعدة من الحلفاء لوقف عدوان روسيا ودعوة الرئيس فلاديمير بوتين لصنع السلام»، لكن الأخير تباهى بانتصارات الانفصاليين، مطالباً الغرب ب «إجبار كييف التي فشلت في إرساء الاستقرار، على التفاوض معهم حول جوهر القضية، وهو ماذا ستكون حقوق سكان دونباس ولوغانسك جنوب شرقي أوكرانيا، وليس مسائل تقنية». وخلال منتدى شبابي روسي، شبّه بوتين تحركات القوات الأوكرانية في شرق البلاد بممارسات «الفاشيين خلال الحرب العالمية الثانية»، وقال: «محاصرة المدن وقصف الأحياء السكنية يذكراني باستراتيجية ألمانيا الفاشية في حصار المدن السوفياتية، وبينها ليننغراد، وقصف المدنيين فيها». كما انتقد قرار القيادة العسكرية الأوكرانية عدم السماح لقواتها المحاصرة في الشرق بالخروج من منطقة المعارك عبر «ممر إنساني» اقترحه أول من امس، ووصف القرار بأنه «خطأ فادح سيؤدي الى خسائر بشرية هائلة». وشدد بوتين على أن الحرب في أوكرانيا «هي مأساة كبرى مشتركة للشعبين الروسي والأوكراني»، مجدداً الدعوة إلى وقف الاقتتال وإطلاق حوار، كما أكد ضرورة الاستعداد للتصدى لأي عدوان على روسيا. وفي افتتاح اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في ميلانو، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أن «الوضع الخطر في شرق أوكرانيا بلغ بُعداً جديداً قد يخرج عن السيطرة إذا اندلعت مواجهات بين القوات الروسية والأوكرانية». ودعا روسيا الى «تحكيم العقل عبر التفاوض مع كييف على تسوية سياسية قبل فوات الأوان»، وأضاف: «إذا استمر تدهور الوضع، ستزداد صعوبة إيجاد حلول سياسية، لذا تتحمل روسيا مسؤولية كبيرة في المساهمة في إقرار هدنة على الأقل حتى يمكن الاستمرار في النقاش». وأيد عدد من الوزراء تشديد العقوبات على الاقتصاد الروسي، خلال الاجتماع غير الرسمي الذي يُستبعد أن يشهد اتخاذ قرارات قبل قمة رؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل السبت المقبل. إلى ذلك، أعلن الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن المشترك، وهي تحالف عسكري لجمهوريات سوفياتية سابقة تقوده روسيا ويوازي الحلف الأطلسي، استعداد هذه الدول لتنفيذ عمليات لحفظ السلام، تشمل أوكرانيا، وقال: «قوات حفظ السلام تستطيع الانتشار على أراضي دول أعضاء وغير أعضاء»، علماً بأن المنظمة تضم إلى روسيا، بيلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان.