تواصلت ظاهرة قطع الرؤوس في محافظة شمال سيناء، بعدما عثر سكان محليون على جثمان شاب مفصول رأسه عن جسده، على طريق في رفح، ليكون الضحية الخامسة لتلك الظاهرة التي تبنتها جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة، بزعم تخابر 4 من أبناء القبائل، أذاعت الجماعة شريط فيديو لذبحهم، مع الموساد الإسرائيلي، فيما اندلعت اشتباكات محدودة بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لجماعة «الإخوان المسلمين» في مناطق مختلفة من العاصمة. وقال مصدر أمني في شمال سيناء إن أهالي قرية نجع شبانة، جنوب مدينة رفح، عثروا على جثة شاب بدوي مفصول رأسه عن جسده، مشيرة إلى أنه كان قد اختطف قبل يومين قرب منزله في القرية على أيدي مجموعة مسلحة. وأوضح المصدر أن القتيل شاب في العشرين من عمره، حدد والده هويته، ودفن أمس. وكانت جماعة «أنصار بيت المقدس» التي تبنت عمليات مسلحة عدة في سيناء والدلتا نشرت على حسابها على موقع «تويتر» مقطعاً مصوراً صادماً ظهر فيه أحد أعضاء الجماعة يذبح أربعة أشخاص قال إنهم من أبناء قبائل سيناء، وقاموا بالتجسس على الجماعة لمصلحة إسرائيل. وعُثر قبل أيام على جثث 4 أشخاص في منطقتين في سيناء، من دون رؤوس، يُرجح أنها لمن ظهروا في الفيديو. وظهر في الفيديو 4 أشخاص عرفوا أنفسهم بالاسم والسن والقبيلة التي ينتمون إليها، وقالوا إنهم يعملون مع «الموساد» الإسرائيلي منذ سنوات، وتحدثوا عن كيفية تجنديهم لمصلحة «الموساد». وقال أحد أعضاء الجماعة في بيان تلاه في الفيديو: «قامت طائرة يهودية من دون طيار بقصف ثلاثة من مجاهدينا فأريقت دماؤهم وفاضت أرواحهم في سبيل الله... ما كان لهذه الطائرات أن تصل إليهم لولا وجود العملاء والخونة من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا ويعيشون بيننا». لكن مصدراً عسكرياً مصرياً مسؤولاً كذب حديث الجماعة المتشددة عن قيام الطيران الإسرائيلي باستهداف عناصر داخل سيناء. وقال المصدر ل «الحياة» إن «هذه الأنباء أكاذيب وإشاعات متكررة ضد مصر وقواتها المسلحة تهدف إلى إثارة البلبلة والسعي إلى النيل من الجيش المصري وعقيدته»، مضيفاً: «نعيش الآن عصر الأقمار الاصطناعية التي ترصد كل شيء، فالبيّنة على من ادعى». وفي مؤشر على توقع الحكومة تكرار أعمال العنف في الجامعات كما حدث في العام الماضي، أعلنت وزارة التعليم العالي رسمياً إرجاء بدء الدراسة في الجامعات حتى 11 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بدعوى «استكمال أعمال الصيانة الخاصة بالمدن الجامعية». لكن مصدراً مطلعاً قال ل «الحياة» إن تأجيل الدراسة سببه «إجراء المزيد من التنسيق الأمني والاطمئنان على انتظام الدراسة في المدارس قبل عيد الأضحى والتأكد من عدم حدوث أية أعمال شغب أو عنف من جانب طلاب الجامعات». ومن المتوقع أن تتخذ جامعة الأزهر اليوم قراراً مماثلاً بإرجاء الدراسة. وطلب وزير الأوقاف محمد مختار جمعة في بيان «مواجهة المتشددين في جامعة الأزهر والمنتمين تنظيمياً إلى جماعة الإخوان، ومن انضموا إلى ما يسمى زوراً وبهتاناً بمجموعة علماء ضد الانقلاب، وهم جميعاً معروفون بأسمائهم ومواقعهم»، داعياً إلى «التعامل معهم بكل شجاعة وحسم، وضرورة إقصائهم قبل بداية العام الدراسي الحالي بالجامعة عن المواقع القيادية المؤثرة بالجامعة ما داموا يدينون لتلك الجماعة الإرهابية بالولاء». ودعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي أنصاره إلى التظاهر بدءاً من اليوم وطوال أيام الأسبوع تحت شعار «صوت الغلابة ثورة». وقال التحالف في بيان: «ليتقدم الشعب في أسبوع ثوري جديد تصعيدي تحت شعار صوت الغلابة ثورة في 30 آب (أغسطس) في ذكرى الغضب والشهداء»، داعياً إلى «إضراب جزئي عن العمل اليوم، تحضيراً لنجاح ثوري جديد بمشاركة قوية في دعوات انتفاضة الغلابة في 9 أيلول (سبتمبر) المقبل». وكانت اشتباكات اندلعت أمس بين أنصار جماعة الإخوان والشرطة كان أعنفها في مدينة حلوان، إذ تصدت الشرطة لتظاهرات الإخوان في حلوان وعين شمس والمطرية في القاهرة والدقي وفيصل في الجيزة بقنابل الغاز المسيل للدموع، لتتفرق المسيرات وتبدأ اشتباكات كر وفر بين الشرطة والمتظاهرين ألقي خلالها القبض على عشرات المتظاهرين. وأطلق مجهولون النار صوب قسم شرطة في مدينة الفيوم في الدلتا، وبادلتهم قوة القسم إطلاق النيران، ليفر بعدها المهاجمون. من جهة أخرى، أمرت النيابة العامة بحبس 3 من أفراد الشرطة من قوة قسم شركة الخانكة في محافظة القليوبية في الدلتا 4 أيام بتهمة «التمثيل بجثة متوف». وكان فيديو تداوله مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي أظهر المتهمين أثناء قيامهم بالتمثيل بجثة متوف وتصويرها عارية وبها إصابات عدة. وفي حادث آخر، أحالت وزارة الداخلية أمين شرطة من قوة قسم شرطة إمبابة إلى «التقاعد»، بعدما أمرت النيابة العامة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجري معه، على خلفية اتهام فتاة معاقة ذهنياً له باغتصابها. وكان شابان حاولا التعدي على تلك الفتاة المعاقة ذهنياً، والتي لا تجد مأوى لها، لينقذها المارة بمعاونة ضابط اصطحبها والشابان إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة وعرض الأمر على النيابة. واتهمت الفتاة أمام محقق النيابة أمين شرطة من قوة القسم باغتصابها أثناء حجزها لعرضها على النيابة، فأمرت النيابة بحبسه. وقالت وزارة الداخلية في بيان «بخصوص اتهام أحد أفراد الشرطة من قوة قسم شرطة إمبابة بالتحرش بإحدى المحجوزات على ذمة إحدى القضايا، فإن وزارة الداخلية بادرت باتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية بإحالة المتهم إلى الاحتياط وإحالة الواقعة إلى النيابة». وأكدت الوزارة أنها «لا تتستر على أية وقائع تنسب لأي من رجال الشرطة وتتخذ الإجراءات اللازمة للتحقيق فيها في إطار من الحزم والشفافية». وفيما بدا أنه إقرار بتلك الجريمة، قالت الوزارة: «مثل تلك الوقائع الشاذة أحداث فردية يتم التصدي لها واتخاذ الإجراءات الرادعة بكل من يثبت تورطه في ارتكابها».