تسلم الجيش اللبناني أمس في القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت كمية من الأعتدة والذخائر المقدمة من السلطات الأميركية إلى المؤسسة العسكرية، في حضور السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل والعميد الركن مانويل كرجيان ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من كبار ضباط القيادة في الجيش. وكان من المقرر أن تصل هذه الدفعة من المساعدات بحراً إلا أن قراراً اتخذ بتعجيل وصولها عن طريق الجو. واستمع ضباط القيادة إلى شرح من ضباط في الجيش الأميركي رافقوا المساعدات عن الأسلحة والذخائر. وشكر كرجيان في كلمة «السلطات الأميركية الصديقة على هذه المساعدة العسكرية القيمة دعماً لجهود الجيش في الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته ومسيرة أمنه واستقراره في أدق مرحلة من تاريخه الحديث». وقال: «صحيح أن تجربة الجيش في مواجهة الإرهاب ليست بالأمر الجديد عليه، بدءاً من معركة الضنية في مطلع عام 2000، مروراً بمعركة نهر البارد في عام 2007 ومعركة عبرا في عام 2013، وصولاً إلى معركة عرسال مع مطلع شهر آب الجاري، إلا أن هذه الأخيرة كانت الأشد خطورة قياساً إلى ما يجري في المنطقة من حروب وأزمات، والى أهداف الجماعات الإرهابية التي كانت تخطط لإشعال الفتنة الطائفية في جميع مناطق الوطن، لكن جهود الجيش والتضحيات الجسام التي قدمها من شهداء وجرحى ومخطوفين، ووقوف اللبنانيين صفاً واحداً إلى جانبه، أحبطت مخطط الإرهابيين، وأكدت بما لا يقبل الشك أن الجيش جدير بالحفاظ على الوطن ورسالة العيش المشترك بين جميع مكوناته». ورأى «في الدعم الأميركي المتواصل للجيش اللبناني بالعتاد والسلاح، إلى جانب الدعم الذي تقدمه دول شقيقة وصديقة، التزاماً واضحاً بتعزيز قدرات الجيش بما يمكنه من تنفيذ مهماته الوطنية بجدارة عالية، كما نرى في هذا الدعم شعوراً مشتركاً بالخطر الداهم الذي بات يشكله الإرهاب، ليس على المنطقة ولبنان فحسب، بل على العالم بأسره»، مؤكداً «أننا أقوياء بتماسكنا وبحقنا وإيماننا بلبنان وبالتفاف الشعب حولنا، وبمساندة المجتمع الدولي وفي مقدمته بلادكم الصديقة». وقال هيل: «إن تقديم الدعم إلى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية الأخرى أولوية قصوى للولايات المتحدة». وتابع: «في 2 آب الجاري، هجم متطرفون على عرسال، وفي 3 منه اجتمعت مع العماد قهوجي وسألته ماذا يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة للمساعدة. وبعد التنسيق مع رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل وقادة آخرين، بدأنا العمل، فانتقلنا إلى تزويد الجيش بالأسلحة والذخيرة التي طلبها، والتي يحتاجها لتأمين حدود لبنان وإيقاع الهزيمة بهذه الجماعات المتطرفة التي تهدد أمنه. وقبل أسبوعين، أبلغت رئيس الوزراء ووزير الدفاع أن الاستجابة الأميركية ستبدأ خلال أسابيع. ووفينا بهذا الوعد. هذه ليست سوى الحلقة الأحدث في سلسلة الشحنات التي وصلت خلال الساعات 36 الماضية، فالبارحة وصل 480 صاروخ AT4 المحمول على الكتف، وأكثر من 500 بندقية A4-M16 والكثير من مدافع الهاون. واليوم وصلت ألف بندقية A4-M16 وقريباً سيصل المزيد من مدافع الهاون وقاذفات القنابل والمدافع الرشاشة والأسلحة المضادة للدروع. وسيتم خلال الأسابيع المقبلة، تسليم المزيد من الذخيرة وأسلحة ثقيلة إضافية للجيش اللبناني من الولاياتالمتحدة. والسفارة لن تقوم بالإدلاء بتصريحات صحافية عقب وصول كل شحنة، ولكن يمكنني أن أؤكد لكم أن التسليم سيبقى على ثباته، تماماً كما كانت شراكتنا مع لبنان ثابتة على مر السنين. والشعب الأميركي هو من يدفع ثمن هذه الأسلحة وهذا العتاد». وأكد «العمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني لضمان تقديم ما يحتاجه الجيش بالضبط، وما يحتاجه بشكل طارئ». وتوجه السفير الأميركي «إلى أولئك الذين يقولون إن المساعدات الأميركية للجيش ليست متطورة بما فيه الكفاية»، بالقول: «اذهبوا واسألوا جندياً في عرسال أو في رياق، أو في المقر الرئيسي في اليرزة، أو في الأمكنة الأخرى التي لا تحصى، حيث يعمل الجيش للحفاظ على أمن وأمان جميع اللبنانيين، والجواب الذي ستحصلون عليه من ذلك الجندي هو انه يحتاج بالضبط لما نحن نقدمه اليوم وما سنقدمه خلال الأسابيع المقبلة، وأننا نناقش مع الجيش كيفية تلبية احتياجات إضافية، وسيكون لي المزيد لأقوله عن ذلك قريباً».