تقيم الفنانة اللبنانية هيام الحسيني فرحات في منطقة باربيزون بفرنسا، أو في «قرية الرسامين». وأدى مشوارها إلى توليها مسؤولية إدارة «متحف جان فرانسوا ميّيه»، أبرز من أسسوا مدرسة باربيزون العريقة للفنون، بعدما حولت هواية الرسم لديها إلى رغبة مهنية فنية هدفها الترويج لأحد أهم الرسامين الفرنسيين في التاريخ، من خلال إدارة المتحف المخصص له وقاعة المعرض التي يؤويها المكان والمفتوحة لعرض تحف لفنانين مدرسة باربيزون» وآخرين معاصرين من أهل المنطقة. بدأت هيام الحسيني فرحات حياتها المهنية مهندسة في ميدان البناء بعد تخرجها في المدرسة الوطنية الفرنسية للهندسة بدرجة دكتوراه، وتقيم في منطقة باربيزون منذ العام 2000، ما تعتبره فرصة كبيرة نظراً إلى كون المنطقة تتميز بسمعة دولية تدفع بالسياح وبهواة الفنون إلى القدوم من كل أرجاء العالم لزيارتها، علماً أن تعداد سكانها لا يزيد عن 1350 نسمة. وظلت فرحات تمارس الهندسة حتى عام 2009 حين تغير مجرى حياتها بعدما عرضت عليها صديقتها آن ماري مونييه صاحبة متحف ميّيه، تولي مسؤولية إحياء هذا المكان المخصص للرسام الفرنسي المرموق جان فرانسوا ميّيه (1814- 1875). وتعترف الفنانة اللبنانية بأنها رأت في هذا العرض فرصة لا يمكن تفويتها، وبعد فترة أعطت موافقتها وبدأت تنمّي الأفكار التي كانت بواسطتها ستعيد إلى المكان رونقه وسمعته. وهكذا غادرت فرحات الهندسة وصارت المديرة المسؤولة عن «متحف جان فرانسوا ميّيه» في باربيزون، وبدأ الجمهور يتدفق مجدداً على قاعات المتحف. ويتشكل الحضور من سكان باربيزون المحليين ومن باريس ومناطق أخرى، وأوروبيين وأميركيين وآسيويين. وشملت عملية إحياء المتحف فتح إحدى قاعاته لعرض أعمال «رسامي مدرسة باربيزون»، كما يطلق على الفنانين الذين ينتمون إلى الحركة الفنية التي يمثلها ميّيه إسوة بفان غوغ وكورو وغيرهما. وأرادت فرحات أن تعطي أهل المنطقة من ذوي الحس الفني المرهف فرصاً، فصارت تقيم المعارض الموقتة الخاصة بهم، ما يلفت انتباه أصحاب القاعات الباريسية الكبيرة إليهم في ما بعد. كما أن فرحات باتت تتلقى العروض للمشاركة في إحياء ندوات ومؤتمرات دولية مخصصة لرسامي «مدرسة باربيزون»، وجان فرانسوا ميّيه تحديداً، في آسيا وأميركا وأوروبا. وتسعى الفنانة اللبنانية إلى إقامة معارض في أرجاء العالم المختلفة، لا سيما دول الخليج العربي، في مستقبل قريب.