وضع تصنيف «كيو إس» للجامعات العالمية جامعتي الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن في مرتبة متقدمة بين 601 جامعة من مختلف دول العالم، وفيما حلّت جامعة الملك سعود في المرتبة 197، جاءت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة 208. فيما تصدرت جامعة ماساتشوسيتي للتكنولوجيا الأميركية «إم آي تي» قائمة ترتيب الجامعات، يليها جامعة كايمبردج البريطانية ثم هارفارد الأميركية ثالثاً، وجاءت جامعتا إكسفورد وكلية لندن البريطانيتان في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي. وأعلن موقع «top universities»، المتخصص في تصنيف الجامعات حول العالم، تصنيفه الأخير، الذي لم تستطع فيه الجامعات السعودية أن تدخل دائرة المئة جامعة الأولى، إلا أن جامعة الملك سعود حافظت على الصدارة على مستوى الجامعات السعودية، بحلولها في المرتبة 197. فيما حلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة 208، وجامعة الملك عبدالله (كاوست) في المرتبة 290، وجامعة الملك عبد العزيز في المرتبة 334، وجامعة الملك خالد في المرتبة 530، وأخيراً جامعة الملك فيصل في المرتبة 580. فيما غابت بقية الجامعات، التي تُقدر بنحو 25 جامعة، عن التصنيف، وبخاصة جامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونورة بنت عبد الرحمن، التي تُعد «أكبر جامعة نسائية في العالم». وبحسب الموقع الرسمي ل«كيو إس» على الإنترنت، فإن التصنيف اعتمد في المجمل على ثلاثة معايير رئيسية، أهمها الذي يؤثر بنسبة 60 بالمئة في التقويم، هو: كثافة الإنتاج البحثي للجامعة، إضافة إلى حجم الجامعة وعمرها وتركيزها في مجالات العلوم المختلفة، أما في تفاصيل درجة التقويم لكل جامعة فتظهر ستة معايير، درجتها الكاملة من 100، وهي: السمعة الأكاديمية، والسمعة لدى جهات التوظيف المشغلة، وحجم الاقتباس البحثي العالمي من مؤلفات أعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، ونسبة أعضاء هيئة التدريس والطلاب الأجانب إلى النسبة الكلية من أعضاء هيئة التدريس والطلاب في الجامعة. وتراوحت درجات جامعة الملك سعود بين 2.5 من 100 في ما يتعلق بحجم الاقتباس البحثي العالمي من مؤلفات أعضاء هيئة التدريس في الجامعة إلى 97 في ما يخص نسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب في الجامعة. ويعيد احتلال الجامعات السعودية هذه المراكز المتقدمة عالمياً، الجدل من جديد حول تسابق الجامعات السعودية على الاهتمام بالمعايير التي تحسّن من مركزها في التصنيفات العالمية، إذ وجهت اتهامات كثيرة لجامعة الملك سعود بخصوص اهتمامها المفرط بتحسين موقعها في التصنيف شكلياً من دون إحداث تطور نوعي في نوعية الإنتاج البحثي وحجمه للجامعة، ولعل ما دعّم هذا الرأي تعاقد الجامعة مع أساتذة لهم شهرة عالمية كأساتذة زائرين يحسبون على الجامعة، وهم لا يزورونها إلا في أيام قليلة من العام. من جهته، أوضح الخبير في التعليم والأمين العام السابق لمؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين الدكتور حمد البعادي ل«الحياة»، أن دخول الجامعات السعودية إلى هذه المراكز المتقدمة بين جامعات عالمية مرموقة، لا يعني أن الجامعات السعودية تماثلها نوعية الأبحاث ومستوى الخريجين، وقال: «صحيح أن جامعة مثل جامعة الملك سعود قد أحدثت تغييرات مهمة في عهد رئاسة عبدالله العثمان، ولكني لا أظن تلك التغييرات قادرة على أن تضع الجامعة في هذا المركز المتقدم»، لافتاً إلى أن الانتقادات التي وجهها زملاء له تجاه جامعة الملك سعود في هذا الشأن منبعها هو أن «مخافة أن يكونوا كمن كذب الكذبة فصدقها، فيستكينون إلى واقعهم ولا يتطورون».