حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، من أن «تعصّب» القيادة في ايران «يتقدّم على بقائها»، ورجّح أن تملك خلال نحو نصف سنة، القدرة على صنع سلاح نووي. في المقابل، اعتبرت ايران أن قمة حركة عدم الانحياز التي استضافتها أخيراً، جعلتها «أكثر قوة» في محادثاتها مع الدول الست المعنية بملفها الذري. وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الايراني عضو الوفد المفاوض مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا): «لكل جانب خط أحمر، فتعالوا لنحترم الخطوط الحمر لبعضنا بعضاً. نريد ان يعترفوا بحقنا رسمياً، وفي المقابل نعلن فتوى قائد الثورة (علي خامنئي) بنفي شرعية أي سلاح للدمار الشامل، بينه السلاح النووي، أو نسجلها في مكان ما». واعتبر أن الدول الست «تقدم اقتراحات غير منطقية يرفضها كل عقل سليم، اذ يتوقعون منا تعاوناً تاماً، فيما ينفذون خطوات لا قيمة لها»، وزاد: «إيران تزداد قوة يوماً بعد يوم. وموقفنا في المحادثات أصبح أكثر قوة بعد قمة عدم الانحياز، والوقت في مصلحتنا ويعزز قوتنا، لذلك ليصبروا قدر ما يشاؤون، فنحن لسنا مستعجلين». في غضون ذلك، قال نتانياهو لشبكة «سي أن أن» الأميركية إن إيران ستقطع، بحلول منتصف العام 2013، 90 في المئة من الطريق نحو امتلاك يورانيوم مخصب بدرجة تكفي لصنع قنبلة نووية، وحض الولاياتالمتحدة على وضع حدود لطهران، بحيث تواجه عملاً عسكرياً إن تعدتها. وقال لشبكة «أن بي سي»: «يجب وضع خط أحمر أمام (إيران)، الآن قبل فوات الأوان». واعتبر أن ذلك قد يقلّل الحاجة إلى شنّ هجوم على منشآتها النووية. وأضاف: «منذ ظهور الأسلحة النووية، ثمة دول امتلكتها وتنفذ دوماً حسابات حذرة لكلفتها وفوائدها. لكن ايران تقودها حكومة تتصف بتعصب أعمى لا يُصدق. أعتقد بأنها مختلفة جداً، تعصبهم يتقدم على بقائهم، لديهم انتحاريون في كل البلاد، ولن أعوّل على عقلانيتهم». وزاد: «إنه التعصب الذي يحرق سفاراتكم الآن. هل تريدون ان يملك أولئك المتعصبون أسلحة نووية؟». «معايير غباء» واستبعد إمكان احتواء ايران، كما أمكن ذلك مع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، معتبراً أن الذين يرون أن ضرب البرنامج النووي لإيران، هو «أسوأ بكثير» من امتلاكها سلاحاً نووياً، «وضعوا معايير جديدة لغباء البشر». أما دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي للشؤون النووية والاستخباراتية فسأل في اشارة الى البرنامج النووي الايراني: «متى تحين مرحلة وقفه؟ هل حين تُركّب قنبلة على رأس صاروخ، لتكون جاهزة للإطلاق؟». واعتبر أن ايران قادرة، خلال سنوات قليلة وفي غفلة من العالم، على الوصول الى مرحلة تتيح لها صنع رأس نووي، مضيفاً: «هذا يستلزم توضيحاً، ويظهر ان ايران مسلحة نووياً، على رغم أنها لم تتخذ قراراً في شأن إنتاج تلك الأسلحة، سواء اتُخذ هذا القرار خلال أيام أو أسابيع». في المقابل، نفت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس أي خلاف بين بلادها واسرائيل في شأن منع ايران من صنع سلاح ذري، وذكّرت بتعهد الرئيس باراك أوباما الوقوف الى جانب الدولة العبرية و»فعل ما يتوجب» لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي. لكنها رأت ان واشنطن «لم تصل الى تلك المرحلة بعد». وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اعتبر أن سعي نتانياهو الى تحديد «خطوط حمر» لإيران، هدفه حشر أوباما «في زاوية». الى ذلك، أوردت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية أن واشنطن ولندن تحشدان أسطولاً من السفن الحربية في مياه الخليج، اذ تعتقدان بأن إسرائيل تدرس شنّ هجوم وقائي على ايران.