فشلت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، في الوفاء بتعهدات أطلقها مسؤولوها، بالتخلص من المباني التعليمية المستأجرة، بحلول العام 1430ه، ثم عادوا وأجلوا الموعد إلى العام الماضي، بيد أن المدير العام ل «تربية الشرقية» الدكتور عبد الرحمن المديرس، كشف أمس، أن نسبة المدارس المستأجرة في المنطقة الشرقية (بما في ذلك إدارتي التربية في الأحساء وحفر الباطن)، بلغت هذا العام، 14.65 في المئة. ولا يقتصر هذا «الفشل» على «تربية الشرقية»، فحتى وزارة التربية والتعليم، أطلقت وعوداً مماثلة، لكنها لم تستطع تنفيذها على أرض الواقع، معتذرة أحياناً ب «تعثر» المقاولين في إنجاز المشاريع، وكان آخرها إعلانها الأسبوع الماضي، عن «سحب 451 مشروعاً متعثراً، خلال السنوات الثلاث الماضية، من مقاولين ثبت للوزارة ضعف إمكاناتهم، وتقصيرهم في الالتزام بواجباتهم التعاقدية، التي حصلوا عليها من خلال المنافسة العامة». كما أشارت إلى صعوبة العثور على أراضٍ تُشيد عليها مشاريعها التعليمية في بعض المحافظات. وأوضح المديرس، خلال لقاء جمعه أمس، وقيادات تربوية في المنطقة، نائب أمير الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز، أن «616.237 طالباً وطالبة، و65.752 معلماً ومعلمة، موزعون على 3078 مدرسة في المنطقة، بدؤوا الدراسة هذا العام». وتم خلال اللقاء، عرض تقرير لبداية العام الدراسي، وأشاد نائب أمير الشرقية بما وصل إليه التعليم في المملكة من «تطور في مختلف مراحله، وتوفير مخصصات مالية كبيرة، وتسخير كل الإمكانات التي ساهمت في رقي التعليم على مستوى المملكة، والشرقية بصفة خاصة»، داعياً القيادات التعليمية إلى «بذل المزيد من الجهد لمواصلة مسيرة التقدم التي يشهدها التعليم، وخدمة أبناء وبنات هذه المنطقة، لتخريج أجيال تساهم مع زملائهم في بناء الوطن في مختلف المجالات». وأكدت وزارة التربية والتعليم، عزمها القضاء على المدارس المستأجرة، إلا أن مشكلة توافر الأراضي المخصصة لذلك، لا تزال إحدى العقبات التي تعاني منها، وعلى رغم ذلك تواصل الوزارة تنفيذ المشاريع التعليمية بحسب خططها السنوية للقضاء على تلك المباني المستأجرة، ففي العام الجاري 1433ه، استلمت الوزارة نحو 712 مدرسة للبنين والبنات، في 13 منطقة، بحسب ما ذكره تقرير المشاريع المسلمة ابتدائياً من بداية العام الهجري، وجاءت الشرقية في المرتبة الرابعة لناحية المشاريع التعليمية بنسبة 10 في المئة، بعد عسير، التي استحوذت على 22 في المئة، والرياض ومكة المكرمة 15 في المئة لكل منهما. وبلغت نسبة المشاريع التي تم استلامها في الشرقية، والأحساء، وحفر الباطن، 73 مشروعاً، ضمت 50 مدرسة للبنات، و23 للبنين، فيما لا يزال 150 مشروعاً تعليمياً قيد التنفيذ، وبلغ عدد المشاريع التي تم استلامها ضمن مدتها التعاقدية نحو 54 مشروعاً تعليمياً، فيما تأخر 19 مشروعاً عن مواعيدها المقررة،وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة تنفيذ نحو 253 مشروعاً تعليمياً، منها 67 تم تنفيذها في العام 1431ه، و95 في 1432، و73 في 1433ه. إلى ذلك، يدشن محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي، الثلثاء المقبل، 25 مشروعاً تعليمياً جديداً للبنين والبنات. وأوضح المدير العام للتربية والتعليم في الأحساء أحمد بالغنيم، أن إدارته تسلمت 25 مشروعاً، بكلفة إجمالية تبلغ 210 ملايين ريال، مبيناً أن هذه المشاريع «ستحقق تطلعات وزارة التربية والتعليم، في تيسير العملية التربوية التعليمية، وتوفير بيئة مدرسية جاذبة، بما وفرته من مختبرات علمية ومعامل حاسب آلي، وملاعب رياضية، وغيرها، ستسهم في استثمار عقول الطلاب و الطالبات، فيما يحقق أهداف التربية والتعليم».