أوقفت السفارة الأميركية في صنعاء خدماتها القنصلية وسط استنفار أمني كبير، حيث لا تزال محاطة بتشديدات أمنية يشارك فيها المئات من جنود مكافحة الشغب اليمنيين وعشرات من المارينز الأميركي وصلوا إلى صنعاء الخميس لتأمين حماية بعثة بلادهم. وأعلنت سفارة الولاياتالمتحدة في بيان وقف خدماتها القنصلية حتى إشعار آخر تحسباً لموجة جديدة من الاحتجاجات التي أسفرت الخميس عن اقتحام مبنى السفارة وتخريبه. كما حذرت السفارة الرعايا الأميركيين من الاقتراب من محيط مقرها خشية وقوع مزيد من الاحتجاجات الغاضبة بسبب الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، مؤكدة أن «الوضع غير مستقر». وتواصلت ردود الأفعال المستنكرة لاقتحام سفارة واشنطن بصنعاء حيث أصدرت سفارات الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن (سفارات الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وسفارات دول الخليج وبعثة الاتحاد الأوروبي في صنعاء) بلاغاً صحافياً أعربت فيه عن استيائها الشديد وإدانتها للاعتداء الذي تعرضت له سفارة الولاياتالمتحدة الخميس، ودعت السلطات اليمنية إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الديبلوماسيين والموظفين الأجانب العاملين في اليمن. ودان بيان سفراء هذه الدول التفجير الذي استهدف موكب وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد في 11 أيلول (سبتمبر) في صنعاء وسقط فيه 24 قتيلاً وجريحاً. إلى ذلك، دعا تنظيم «قاعدة الجهاد» في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مركزاً لنشاطاته إلى تصعيد الاحتجاجات الغاضبة ضد الأميركيين على خلفية «الفيلم المسيء» للرسول الكريم، محرضاً في بيان له نشرته مواقع جهادية السبت على شبكة الانترنت على قتل الديبلوماسيين الأميركيين في عموم الدول الإسلامية. ودعا بيان التنظيم المسلمين إلى تصعيد التظاهرات الاحتجاجية في عموم الدول الإسلامية على خلفية الفيلم. وأشاد بالهجمات التي قام بها متظاهرون غاضبون في ليبيا ومصر واليمن والسودان وتونس على البعثات الأميركية والغربية ووصفها بأنها رد طبيعي على الإهانة البالغة التي لحقت بالإسلام ورسوله الكريم، مما يستوجب - وفق قوله - إحراق السفارات الأميركية وقتل ديبلوماسييها. وحض التنظيم المسلمين الذين يعيشون في الغرب على مهاجمة الأهداف الرئيسية هناك. وقال: «الحدث حدث كبير يجب أن تتضافر فيه الجهود المختلفة لتصب في هدف واحد هو طرد سفارات أميركا من بلاد المسلمين»، مؤكداً أن الدفاع عن الرسول «واجب شرعي متحتم على أمة الإسلام كل حسب استطاعته وقدرته».