لم يكن سكان حي الشفا (غرب الرياض) يتوقعون أن مشروع «مترو الرياض» الذي طال انتظاره سيعيدهم إلى دوامة الاختناقات المرورية وإغلاق الطرق الحيوية، فمنذ تسعة أعوام يعاني سكان الحي من الازدحام المروري المستمر، وما لبثت تلك المعاناة أن انتهت إثر إصلاح ذلك الطريق، لكنها عادت إليهم ثانية بعد إقرار تنفيذ محطة ل«المترو» على شارعهم الرئيس المعروف باسم ديراب. ويستهلك عبدالرحمن الضويحي - أحد سكان حي الشفا - نصف ساعة من وقته للمرور ب«ديراب»، بينما يتقاضى قائد مركبة الأجرة عابد خان من الركاب 15 ريالاً إضافية ضريبة المرور بذلك الشارع. ويصف الضويحي شدة الازدحام في شارع ديراب بالقاتلة، ويضيف: «حاجات المنزل لا أقضيها من المحال القريبة خوفاً من الازدحام». فيما يقول محمد الدوسري، وهو من سكان الحي، إنه اضطر مكرهاً إلى نقل ابنته من مدرستها السابقة، على رغم أنها الأقرب إلى منزله، مضيفاً: «طريق الصبات هو سبب تأخيرها المتكرر عن مدرستها، لذا نقلتها إلى مدرسة أخرى». ووجّه الدوسري اللوم إلى «أمانة الرياض»، قائلاً: «أهل مكة أدرى بشعابها، فلو استشارت الأمانة سكان الحي، تلافينا الاختناقات، لذا فعليها إعادة فتح طريق أبي تمام ذي المسارين الذي ينتهي بطريق ديراب، لتفادي الزحام القاتل في طريق ديراب، ومطالبنا هي تسهيل الدخول والخروج منه فقط». ولم ينغص الزحام على سكان الحي فقط، بل طاول المحال التي تتوزع على ذلك الشارع، فصاحب أحد المطاعم التي قُدر على محله أن يكون على ذلك الشارع، يشتكي من انخفاض مبيعاته، والتي يقول إنها تراجعت بنسبة 70 في المئة، بحسب تعبيره. وعامل في أحد المخابز يروي قصة سيارة توقفت أمام محله، واستغرقت ما يقارب 15 دقيقة حتى استطاع صاحبها تحريكها من شدة الزحام خلفه. من جهته، أكد ل«الحياة» مصدر مسؤول في أمانة الرياض (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن سبب إغلاق الطرق الفرعية، والتي نتج منها ارتداد المركبات في طريق ديراب، جاءت لأسباب تتعلق بالسلامة. وأوضح المصدر أن بعض قائدي المركبات في الطرق الفرعية يقودون مركباتهم بطريقة متهورة، أدت إلى حوادث مرورية أليمة، وهذا ما أدى إلى إغلاق الطريق. يذكر أن أمير منطقة الرياض السابق خالد بن بندر، تحدث خلال إحدى المناسبات الأخيرة الخاصة بمشروع «مترو الرياض» عن أن الوضع المستقبلي في المدينة يتطلب تعاون السكان. وقال الأمير خالد بن بندر، الذي يشغل حالياً منصب رئيس الاستخبارات العامة في البلاد، إن العاصمة ستتحول إلى ورشة عمل، ولا بد لسكانها من التعاون معنا لتحمل الأعمال الجارية، لأجل مصلحة العاصمة، والانتهاء من هذا المشروع في الوقت المحدد. وتحدث أمير منطقة الرياض الجديد تركي بن عبدالله في اجتماع للهيئة العليا لتطوير العاصمة أخيراً، عن إتمام 6 في المئة من الأعمال الأولية للمترو، مشيراً إلى وجود تغيير في أوقات الدوام المدرسي لبعض المدارس الواقعة في نطاق مشاريع المترو.