أجرى الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس، محادثات في العاصمة الفرنسية شملت رئيسَيْ مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية جان بيار بيل وكلود بارتولون، وتوَّجَها بمحادثات في الإليزيه مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند. واستكملت المحادثات مع هولاند على مأدبة عشاء. وزيارة سليمان إلى باريس هي الأولى لمسؤول لبناني منذ تولي هولاند منصبه واستغلها الجانب الفرنسي لإعادة تأكيد روابط الصداقة العميقة التي تربط البلدين. وحرص هولاند خلال اللقاء على إعادة تأكيد الأهمية التي توليها فرنسا لاستقرار لبنان وأمنه في ظل الأزمة السورية وجدد دعم بلاده لمبادرة الحوار الوطني التي اتخذها سليمان. وأعاد خلال العشاء الذي حضره وزير الدفاع ايف لودريان تأكيد دعم فرنسا لقوة «يونيفيل» في جنوب لبنان. وأكد سليمان في تصريحات، أن الهدف من الزيارة «تعزيز العلاقات بين البلدين ودعم موقف لبنان من التطورات الحاصلة في الشرق الاوسط ومساعدته للحفاظ على استقراره وأمنه وبقائه على موقف الحياد من انعكاسات الحوادث الجارية في الدول العربية بانتظار التحول الى الديموقراطية». وسمع من المسؤولين الفرنسيين «دعم فرنسا الدائم لاستقرار لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله». واستهل سليمان لقاءاته بزيارة مقر مجلس الشيوخ الفرنسي وعقد لقاء مع بيل. وقال بيان للمكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، إن المسؤول الفرنسي «نوَّه بالدور الذي يقوم به سليمان في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان ومنع انعكاسات ما يحصل في سورية عليه، إضافة الى جمعه القيادات اللبنانية على طاولة الحوار». وفي مقر رئاسة الجمعية الوطنية، بحث سليمان مع بارتولون «العلاقات التاريخية بين البلدين بالإضافة الى التعاون القائم على مستوى جمعية الصداقة البرلمانية اللبنانية-الفرنسية». وأكد المسؤول الفرنسي «دعم بلاده الدائم لاستقرار لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله»، ونوه بدور سليمان «في ترسيخ الاستقرار في لبنان ومنع انعكاسات ما يحصل في سورية من التأثير على الوضع الداخلي اللبناني، خصوصاً من خلال رعايته الحوار الوطني»، وأبدى تمسك فرنسا بدورها الذي تلعبه في حفظ الاستقرار والسلام في لبنان، من خلال مساهمتها في قوات «يونيفيل». وقال سليمان للصحافيين: «هدف الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز دور فرنسا في قوات «يونيفيل»، والذي أدى الى إرساء حال سلام منذ عام 2006 الى اليوم، وكذلك دعم لبنان في ظل تطورات الشرق الاوسط». وقال بارتولون: «كان اللقاء فرصة للتعبير عن إرادتنا الاهتمام بما يحصل في الشرق الأوسط نتيجة أحداث عدة، وبحث تداعياتها على لبنان، كما ناقشنا المسألة السورية لمعرفة كيف يمكن لبنان أن يتجنب تصدير الأزمة السورية اليه، خصوصاً أن هذه الأزمة لا تعنيه ولا تعني شعبه». وأوضح ان اللقاء تخلله «استعراض مواقفنا لمعرفة كيف نبذل جهوداً مشتركة تهدف إلى التوصل للسلام في الشرق الأوسط، علماً أن الديبلوماسية الفرنسية كررت دوماً موقفها الداعي إلى أن تكون لإسرائيل حدود آمنة ومعترف بها من جهة، ولرؤية دولة فلسطينية من جهة أخرى. وأكدنا أن فرنسا عموماً ومجلسها النيابي خصوصاً يدعمان كل الدول الساعية الى الديموقراطية. وكان هناك تبادل للآراء حول الربيع العربي وتداعياته، التي نأمل في أن تكون إيجابية وتساهم في تدعيم أنظمة الدول الساعية الى الديموقراطية والراغبة في تجنب دخول صراعات من شأنها أن تُحدث اضطرابات كبرى في المنطقة». وعما إذا كان يشجع نواباً فرنسيين على زيارة لبنان، قال: «فور تشكيل الهيئات الجديدة في الجمعية الوطنية، ستكون هناك حتماً لجنة صداقة لبنانية-فرنسية، وسيقوم البرلمانيون الفرنسيون بترسيخ ما هو قائم ومشترك في ما بيننا». وذكر النائب اللبناني الأصل هنري جبرايل الذي شارك في اللقاء مع بارتولون أن المحادثات «عكست قلقاً مشتركاً لدى الجانبين من أن تؤدي تطورات الوضع في سورية إلى أضرار جانبية على لبنان». وأشار إلى أن سليمان «طمأن الجانب الفرنسي الى انتشار الجيش اللبناني على الحدود سيعيد الأمن إلى المناطق التي شهدت أعمال عنف». وكشف أن سليمان عرض لبارتولون «أوضاع النازحين السوريين إلى لبنان والتي تثير القلق نظراً لحاجتهم إلى أدوية ومساعدات مادية وطبية ومعيشية». واوضح بيل بعد اللقاء انه «يضع نفسه بتصرف لبنان لتفعيل التعاون بين البلدين»، مؤكداً انه ستكون« لديه أجوبة واضحة بعد الزيارة التي يعتزم القيام بها إلى لبنان الذي لم يزره قبل نهاية السنة الحالية».