«ربيع الثقافة العربية» هو العنوان الذي اختاره اتحاد الناشرين الأردنيين لمعرض الكتاب الدولي الرابع عشر في العاصمة الأردنية عمّان، تيمناً بالربيع العربي وثوراته. إلاّ أنّ البرنامج الموازي للمعرض لم يحفل بأهمية تذكر، بسبب غياب الأسماء الثقافية والإبداعية التي من شأنها إضافة نكهة على المعرض. هذا باستثناء اعتبار الأمير حسن بن طلال شخصية المعرض الحالي، واستضافة الروائي المصري يوسف زيدان صاحب رواية «عزازيل»، الفائزة بجائزة «البوكر» العربية قبل سنوات. وخلافاً للأعوام الماضية حين كانت تُقام مثل هذه المعارض على أطراف العاصمة الأردنية، أُقيم المعرض الحالي وسط العاصمة بهدف تقريب المسافة للزوار وتسهيل زيارتهم اياه. ولكن ثمة شكاوى عبّر عنها الزوار أوّلها الأسعار المرتفعة للكتب، وضعف البرامج الثقافية والأدبية الموازية، كما أفاد مثقفون. وفي الوقت الذي خصصت إدارة المعرض خصم 25 في المئة على مبيعات الكتب للزوار وإلزام دور النشر بذلك، تذمرت الدور المُشاركة من قلّة الزوار. ألا أن الناطق الإعلامي للمعرض الناشر أحمد اليازوري أوضح أن التقصير في البرنامج الثقافي سببه عدم تعاون الهيئات والمؤسسات الثقافية: «تمت دعوة كل الهيئات الثقافية ورابطة الكتاب الأردنيين للتعاون معنا، ولم يصلنا أي رد. وفوجئت بعدما تم تثبيت برنامج المعرض أنّ عدداً كبيراً من المثقفين يطالبون بعقد ندوات وورشات عمل على هامش المعرض، لكننا لم نستطع الاستجابة إلاّ لعدد محدود منهم بسبب ضيق الوقت». وعزا اليازوري ضعف البرنامج وافتقاده الأسماء الثقافية اللامعة إلى الاعتذارات التي تلقتها إدارة المعرض، وكان أبرزها اعتذار الشاعر المصري احمد فؤاد نجم بسبب حالته الصحية، والشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي لارتباطات مسبقة، وعدد آخر من الضيوف لأسباب شخصية أخرى. شاركت في المعرض 21 دولة عربية وأجنبية، وفي هذا الصدد اعتبر رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير المعرض عدنان زهران «أن الهيئة الإدارية لاتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع شركائها، أخذت على عاتقها أن يكون المعرض هذا العام مختلفاً عما سبقه من حيث الموقع والأداء والمشاركة والتسويق والدعاية والإعلام وحجم الإقبال...». وقال إنّ المعرض يضم ثلاثمئة ألف عنوان في مجالات مختلفة، وتشارك فيه دور نشر أردنية وعربية وعالمية، مُشيراً إلى أنّ المعرض الذي يكلّف نحو ربع مليون دينار أردني يُقام على مساحة تزيد على خمسة آلاف متر مربع. وأضاف: «معرض عمّان الدولي للكتاب هو معرض عربي ودولي بنكهة أردنية، تأكيداً على دور الأردن الريادي وغرس النزعة الشديدة نحو الثقافة واقتناء الكتاب، من دون النظر إلى وسائل الاتصال المتاحة في وقتنا الراهن، وأن يكون علامة فارقة في سلسلة المعارض العربية القليلة، بموعد ثابت وأداء متميز». واشار إلى أن اللجنة العليا للمعرض وضعت خطة لتسويقه محلياً وعربياً، مُضيفاً: «تمّ توجيه دعوات من خلال التواصل بين وزارات الثقافة والتعليم العالي والتربية والإعلام من أجل تخصيص موازنات لتحفيز طلبة المدارس والعامّة على زيارة المعرض دورياً». ولفت زهران إلى الجهد الذي بُذل من أجل تسويق المعرض محلياً ودولياً، لافتاً إلى أن دعوة وجهت الى دور نشر عالمية من الدول المتقدمة في العلوم كافة.