الخلاف المصري – الجزائري، ألقى بظلاله على معرض عمان الدولي الثالث عشر للكتاب، ووصلت تداعيات عدم توجيه دعوة من قبل الجزائر للناشرين المصريين الى عقد اجتماع عاجل وعلى مدى ثلاثة أيام في العاصمة الأردنية، وخلال أيام المعرض لأعضاء الأمانة العامة لاتحاد الناشرين العرب بهدف الوصول الى حل للخلاف. وفي السياق ذاته ناشد الناشرون المصريون زملاءهم العرب الوقوف الى جانبهم. وأوضح رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين محمود جبر ل «الحياة»: «استضفنا اعضاء الأمانة العامة لاتحاد الناشرين العرب لمدة ثلاثة ايام بهدف عقد اجتماع للبحث في موضوع عدم ارسال دعوة من قبل الجزائر للناشرين المصريين، وطلب منا اتحاد الناشرين المصريين التضامن معه، ونحن نساند العرب أينما كانوا». واكتفى جبر بالقول: «علمت من خلال رسالة وجهت لي من اعضاء الأمانة العامة لاتحاد الناشرين العرب بأن الأمانة لن تزور معرض الجزائر الدولي للكتاب لهذه الدورة، نحن كناشرين أردنيين ارسلنا كتبنا للمشاركة. والناشرون الاردنيون سيشاركون كما هو مخطط لطبيعة المشاركة التي ستكون في 27 تشرين الأول (أوكتوبر) الجاري، كما علمت ان هناك خيارات مفتوحة لمشاركة المصريين في معرض الجزائر». وشدد جبر على عدم مساس الناشرين بالأمور السياسية: «نتمنى من جميع دور النشر المصرية المشاركة، إلا أن الأمر هذا بحاجة الى قرار مصري - جزائري». وأكد جبر تضامن الناشرين مع الناشر المصري، مطالباً الناشرين العرب بعدم إقحام أنفسهم في الخلافات السياسية بين دولهم. ولفت جبر الى ان المعرض الذي اختتم أمس كان سابقة فريدة من نوعها بالنسبة لعدد دور النشر العربية والمحلية المشاركة، والتي غاب اكثرها منذ عام 2000، بسبب سوء التخطيط والتنظيم، وقال: «نسعى الآن الى اعادة التفكير في ما يتعلق بموعد المعرض الذي نقيمه كل سنتين، وسنحاول إقامته سنوياً وبموعده الحالي». وعبر عن اعتزازه بعدم منع اي كتاب او عنوان مشارك في هذه الدورة. وفتح معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الثالثة عشرة المجال للجمهور لتصفح عناوين جديدة لأشهر دور النشر في العالم العربي إضافة للعديد من دور النشر الأجنبية. وشارك في المعرض نحو 490 دار نشر منها 340 داراً تشارك من خلال وكلاء دور نشر من الأردن ومصر ولبنان والسعودية والكويت والإمارات وفلسطين وليبيا وقطر وعُمان، إضافة إلى دور نشر أجنبية. وأشار جبر الى أن الدورة هذه حملت الكثير من الإصدارات التي جاءت بها دور النشر العربية والأجنبية التي شاركت في هذا المعرض لافتاً إلى وجود خصم بلغ 25 في المئة. حمل المعرض الكثير من التجديد الذي يسهل على المواطن والمشارك فتح المجال في شكل أفضل لعرض الكتب وتصفحها. ويشير جبر الى أن «دور نشر كانت تشارك من خلال وكلاء شاركت هذا العام في شكل مباشر مثل دار الشروق المصرية ودار الفكر العربي والدار اللبنانية المصرية، وكذلك بعض الدور اللبنانية والسورية». وأوضح أن أمانة عمان قامت بتوفير أربع حافلات تنطلق من أربعة مواقع هي: رأس العين، الجامعة الأردنية، مجمع رغدان وكراج الشرق الأوسط، لنقل رواد المعرض ذهاباً وإياباً وعلى مدار الساعة مجاناً. وقد أقيمت كل النشاطات والندوات الثقافية في أرض المعرض من أجل حضور اكبر عدد ممكن من الرواد. وشهد المعرض كالعادة حفلات توقيع لعدد من الكتب مثل: سحر خليفة، أمجد ناصر وسامية عيسى (دار الآداب) الى جانب حفلات توقيع اخرى ل «بيت الشعر الفلسطيني» وقد وقع كل من الشاعر يوسف عبدالعزيز والشاعر زهير ابو شايب أحدث اصدارتهما الشعرية، إضافة الى حفلات توقيع اخرى فردية. واحتفى المعرض هذا العام بالشاعر الاردني حيدر محمود، إضافة الى برنامج ثقافي ضم نخبة من المثقفين مثل علي محافظة وعبدالحميد حمام من الأردن وسلمان ناطور من فلسطين وأحمد الأصبحي من اليمن، ومن لبنان رضوان السيد، ومن السعودية أبكر باقادر. واشتمل برنامج المعرض كذلك على مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية الموازية ومن بينها ندوات ومحاضرات حول التواصل الإبداعي بين مشرق العالم العربي ومغربه، وآليات الإصلاح والتحديث في العالم العربي وإشكالاتهما، إضافة الى أمسيات شعرية وقصصية لكتاب أردنيين وعرب من بينهم مها العتوم ومحمد مقدادي وبسمة النسور وهشام البستاني والعراقية هدية حسين والسوري إبراهيم صموئيل.