تعتبر التصاميم التراثية للحلي الذهبية الأكثر انتشاراً وطلباً في إقليم كردستان كما أنها الأغلى ثمناً، ربما لأن النساء في هذه المنطقة يحافظن على الطقوس التقليدية للمناسبات الاجتماعية. وعادة تكون تلك المصوغات «التراثية» أثقل وزناً وأكبر حجماً، وبعضها يغطي كامل الجسد. ويقول هيمن رشيد، وهو صائغ في سوق الذهب من مدينة السليمانية، إن بعض الزبائن يشتري حلياً بأوزان ثقيلة، تكون في معظم الأحيان حلقاً للأذن وقلادة للرقبة. وازدهرت تجارة الذهب في هذه المنطقة في شكل مضطرد خلال السنوات الماضية، في بلد يقدر استيراده لهذه المادة بنحو 50 طناً سنوياً. ويعزى هذا الانتعاش إلى ان اقتناء الذهب جزء مهم في الحياة الاجتماعية، خصوصاً في مناسبات الزواج. ويقول تجار أكراد في الإقليم إن الوضع المستقر في المنطقة مقارنة ببغداد والتسهيلات التي تقدمها حكومة الإقليم، أنعشت تجارة الذهب في المدينة في شكل لافت. وتشير إحصاءات غير رسمية إلى وجود نحو 25 شركة خاصة بتجارة الذهب، فضلاً عن فروع لثلاثة شركات تركية متخصصة في هذا المجال. وقبل الحرب عام 2003، كانت بغداد مركز الذهب الرئيس في العراق، وكان الصاغة يقصدونها لشراء حاجاتهم، أما اليوم فأصبحوا يأتون من بغداد والبصرة إلى أربيل لشراء الذهب. ودفع هذا التطور في السوق شركات إماراتية إلى فتح فروع في الإقليم، وفق قارمان جوهر، رئيس جمعية صاغة الذهب في إقليم كردستان. وتشير إحصاءات إلى أن أكثر من 31660 طناً من الذهب دخلت الإقليم عبر مطار أربيل بين كانون الأول (يناير) 2008 وآب (أغسطس) 2009. وتنتعش السوق من شغف النساء في كردستان بالذهب، ولكنه يقتل في كثير من الأحيان أحلام الشباب الراغبين في الزواج. ويقول سيروان حمه (32 سنة)، إنه تقدم للزواج من فتاة كردية، ولكن عائلتها فرضت «مهراً» مكلفاً جداً من الذهب، أي نحو كيلوغرامين، ولم تنجح محاولات خفضه، فقرر البقاء عازباً. ويجمع صائغو الذهب على أن الركود الاقتصادي الذي يعانيه الإقليم نتيجة خلافاته المستمرة مع الحكومة المركزية، والتي أثرت بشدة في حركة السوق حتى بالنسبة لميسوري الحال، لم يمنع العائلات من الشدد مع الشباب الذين يرغبون في الزواج. وتزداد مشكلة الذهب في كردستان، إذ أدت الأزمة الأمنية على خلفية اجتياح مسلحي «داعش» مناطق شمال البلاد وغربها، إلى ارتفاع السعار، ما قد يدفع الشبان العازبين إلى العزوف عن الزواج لفترة طويلة.