أقرت هيئة الري والصرف في الأحساء ب «تعثر» و»تأخر» في تنفيذ مشاريعها، معلنة عن سحب بعضها من المقاولين المنفذين، فيما تم إنذار آخرين طرأ تعثر أو تأخير في تنفيذ المشاريع المتعاقد معهم على تنفيذها، فيما أكد المدير العام للهيئة المهندس أحمد الجغيمان، بأن كميات المياه المتوافرة «تكفى لنصف المزارع الداخلية في الواحة فقط. فيما يعتمد النصف الآخر على الآبار الموجودة في المزارع». وأوضح أن هدف الهيئة واستراتيجيها تتمثل في «توفير المياه لمزارع الواحة كافة من خلال التقنية الجديدة، وآلياً». وأوضح الجغيمان خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، لإطلاق مشروع تحويل القنوات المكشوفة إلى أنابيب مغلقة أن الحاجة الفعلية ، وبحسب الدراسات المقننة التي عملتها الهيئة «نحتاج إلى 450 ألف متر مكعب في اليوم، والمتوافر مع المياه المعالجة 150 ألف متر مكعب»، مؤكداً أن «مياه الأحساء ستكون كافية مع وجود اكتفاء ذاتي من المياه خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وبدعم المزارع من خلال تفعيل بعض المشاريع الحديثة التي ستكون مفعلة خلال الفترة المقبلة». وأكد مدير هيئة الري والصرف «سحب بعض المشاريع من المقاولين المنفذين، كما تم إنذار آخرين»، لافتاً إلى أن هناك «مشاريع متأخرة بسبب عوائق فنية في مكان المشروع، أو من خلال مسار الخطوط، التي نعمل جميعاً على حلها، وتنفيذ المشروع من خلال الجهات المختصة الأخرى». وعن تأثر بعض المنتجات الزراعية من مشروع تحويل القنوات المفتوحة إلى مغلقة، قال الجغيمان: «إن حجم منتوجات الأحساء، مثل التمور والخس والليمون وبعض الخضراوات ارتفع نتيجة الري الحديث وتقنين التنقيط». وأضاف: «إن مشاريع تحويل القنوات تصل كلفتها إلى 1.1 بليون ريال، وتشمل 10 قطاعات، إذ تم تقسيم واحة الأحساء على هذا العدد. ويصل حجم أطوال الأنابيب إلى 1.2 مليون متر طولي، مختلفة الأحجام وبتقنيات عالية، وتستهدف إيصال مياه الري إلى أكثر من 25 ألف حيازة زراعية، باستخدام تقنية (سكادا) لتوزيع المياه آلياً عبر أجهزة تحكم نوعية، تصل بالمياه إلى المزارع بضغط مناسب يساعد المزارع على استخدام شبكات الري الحديث». وأشار الجغيمان إلى أن نسبة إنجاز مشروع المياه المعالجة تصل إلى 75 كيلومتراً من الأنابيب في مشروع نقل المياه المعالجة من الخبر إلى الأحساء، والذي سينقل مئتي ألف متر مكعب من المياه المعالجة يومياً إلى مزارع الأحساء، وقلل من اعتماد الهيئة على المياه الجوفية كمصادر ري، والتحول إلى المياه المعالجة، ودعا المزارعين إلى «ترشيد المياه وتطبيق نظم الري الحديث». وأوضح الجغيمان أن «كمية المياه المعالجة في الأحساء بلغ يومياً نحو 140 ألف متر مكعب، أي نحو 40 مليون متر مكعب في العام، تمثل نحو 40 في المئة من كمية المياه التي توفرها الهيئة سنوياً. كما بدأت الهيئة تنفيذ مشروع حيوي لنقل المياه المعالجة من الخبر إلى الأحساء، بطاقة مئتي ألف متر مكعب في اليوم، وبكلفة 750 مليون ريال»، لافتاً إلى أنه «مع اكتمال هذا المشروع والتوسعة في محطات المعالجة في الأحساء، فإن الهيئة ستستغني بنسبة عالية جداً، عن استخدام المياه الجوفية، كما تم الانتهاء من تنفيذ 70 كيلومتراً طولياً من خط الأنابيب»، متوقعاً الانتهاء منه خلال عام ونصف العام من الآن. النعيم: نسعى للتخلص من المستنقعات المائية استعرض المشرف على مشروع القطاع الزراعي السادس في هيئة الري والصرف المهندس محمد النعيم أهمية هذا المشروع والري الآلي، من خلال التحكم الآلي لإيصال المياه لأكثر من ثلاثة آلاف مزرعة في هذه المرحلة، ما سيسهم في إحداث «نقلة نوعية وإسهام فعال في مرافق التنمية المختلفة، وإيجاد شبكة من قنوات الري تصل إلى المزارع، وتخليص الواحة من المستنقعات المائية، وخفض مستوى المياه المالحة، وتحسين خواص التربة الزراعية». وقال النعيم: «إن مشروع تغطية المصارف سيسهم في توفير المياه اللازمة، من دون هدر أو استنزاف للمياه الجوفية وتحقيق الاستدامة المأمولة، ومن أبرز هذه المشاريع إعادة تأهيل شبكات الري المفتوحة حالياً، وتحويلها إلى شبكة من الأنابيب المغلقة، وإيجاد محطات الضخ وخزانات المياه. وباشرت الهيئة تنفيذ هذا المشروع من خلال تجزئة الواحة إلى عشرة قطاعات، تم العمل على ترسيتها والبدء في تنفيذها، مشتملة على نظام للتحكم الآلي في تدفقات المياه وقياساتها، بحيث تصل إلى نحو 23 ألف مزرعة، كما سيتم توفير وتوزيع المياه بحسب برامج مقننة ومخصص فيها الكمية والموعد الزمني بحسب المساحة والمحاصيل والحاجة الفعلية للنباتات».