كشف السوريون الأربعة الذين حررهم الجيش اللبناني فجر أمس من أسرهم لدى «الجناح العسكري» لعائلة المقداد، عن تفاصيل عملية احتجازهم، والتعذيب الذي تعرضوا له بالضرب والصعق الكهربائي، للاعتراف بمعلومات ليست لديهم، والمناطق التي نقلوا إليها، والتي لم تتجاوز ضاحية بيروت الجنوبية، في حين أوضحوا أن الرهينة التركي ايدين توفان، الذي كانت احتجزته عائلة المقداد قبل 15 يوماً، لم يعد معهم. وتحدث المحررون عن احتجازهم «في قبو لمدة 20 يوماً ونقلهم إلى محل للفراريج بعض الوقت ثم إلى شقة قريبة 3 أيام»، وقالوا إنهم حاولوا الفرار ومنعهم حراسهم من ذلك ونقلوهم إلى مكان آخر ثم أعيدوا إلى أمكنة كانوا احتجزوا فيها سابقاً، إلى أن أتى الجيش اللبناني وفك أسرهم، مشيرين إلى أنه «لم تحصل مقاومة من حراسهم للجيش حين فاجأهم في موقع الاحتجاز». وقال إبراهيم يحي الأحمد: «كنت موجوداً في المريجة عندما اختطفتني مجموعة مسلحة وأخذتني إلى جهة مجهولة ولم أكن أعرف في ذلك الوقت الجهة الخاطفة». وتابع الأحمد: «تعرضت للضرب أثناء التحقيق معي، واتهموني بأني انتمي إلى «الجيش الحرّ»، لكني رفضت هذه الاتهامات»، وقال: «حاولنا الهرب، فعرفوا بالأمر، فتم نقلنا مجدداً إلى المكان الذي تم دهمه من الجيش الذي حررنا». وروى محمد عبد اللطيف موسى من جهته أنه عندما خطف كان في مكان عمله في متجر بحي الأميركان في صفير، «وأخذونا أنا وأخي الصغير، لكننا لم نعرف الوجهة، وبعد نصف ساعة أطلقوا سراح أخي». وقال: «عندما كان يتم نقلي في السيارة كنت أتعرض للضرب». وتابع: «اتهموني بأني نقيب في الجيش السوري الحرّ، فنفيت الأمر، فتم الاعتداء علي وإرغامي على قول أشياء بالقوة، وتم تصويري بكاميرا، وأرغمني أحد الأشخاص على قول بعض الأمور ولكنني الآن أنفي ما قلته»، خاتماً بالقول: «سأعود إلى عملي ورزقي». وقال ماهر حسن ربيع: «أنا ناطور بناية في ورشة في صفير، أتى أشخاص وخطفوني ووضعوني في الانفراد أنا ومحمد». وأضاف: «بعدها أجبروني على قول الكلام أمام الكاميرا»، متمنياً أن «يُفك أسر اللبنانيين في سورية بأسرع وقت». وتوجه إلى آل المقداد بالقول: «الله يسامحهم»، خاتماً: «لست خائفاً من تعرضي للخطف مرة ثانية بوجود الجيش اللبناني الذي أنقذنا». وأكّد المحرر محمد رجا من جانبه، أنّه يوم خطف من قبل آل المقداد كان في مقرّ عمله «في شركة للوحات الإعلانيّة على طريق المطار». وقال: «تحلقت حولي مجموعة من المسلحين ونقلوني إلى جهة مجهولة، واتهمني «آل مقداد» بدعم الجيش السوريّ الحرّ، وأني عضو فيه». وأضاف: «اتهموني أيضاً بأنّي من مناصري الشيخ أحمد الأسير وأنّي أنظم حركة مقاومة في الضاحية الجنوبية... وكلّ هذه الاتهامات باطلة». وإذ أشار إلى أنّ «آل مقداد» أجبروه على الإدلاء بتصريحات لا صحة لها حول انتمائه للجيش السوريّ الحرّ إلى قناة «الميادين»، قال رجا إنّ «ما أدليت به كان تحت التهديد بقتلي». وأردف: «جرى تعذيبي لمدة 15 يوماً بالصعقات الكهربائية وتم كسر رجلي». وعن المخطوف التركيّ، قال رجا: «لم نره منذ 15 يوماً ولا نعرف شيئاً عنه»، خاتماً حديثه شاكراً للجيش اللبناني «جهوده، فلولاه لكان مصيرنا مجهولاً».