أثارت حملة نفذتها الشرطة المصرية أخيراً لإزالة أكشاك لبيع الكتب والدوريات في شارع النبي دانيال في مدينة الإسكندرية، استياء المثقفين المصريين. وقال وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب إنه سيتخذ إجراءات قانونية ضد منفذي تلك الحملة التي اعتبرها «عملاً كارثياً». وأضاف في تصريح صحافي: «أعتقد أنّ لم يعد من المناسب في عصر الثورة أن تقتحم قوات الأمن المناطق في وقت متقدم من الليل، وحينما يتعلق الهجوم بمنافذ بيع المعرفة، فإن أثر الكارثة يتضاعف». وطالب رئيس اتحاد كُتاب مصر محمد سلماوي، الرئيس المصري محمد مرسى، بالتدخل شخصياً «لمحاسبة من اقترفوا تلك المذبحة»، مشيراً إلى أن لا سند قانونياً لإزالة أكشاك شارع النبي دانيال. وأبدى سلماوي استغرابه من إزالة تلك الأكشاك غداة تأكيد الرئيس مرسي خلال لقاء مع وفد يمثل الكتاب والفنانين المصريين، حرصه على عدم المساس بالثقافة والفنون والآداب. وقال: «كان على جحافل التتار أن تعلم أن إشغال الطريق ببائعي البطاطا يختلف عن إشغاله بالكتب»، مشيراً إلى أنه لم يكن ينتظر أن يبدأ محافظ الإسكندرية «الإخواني» عهده بمذبحة للكتب تعتبر مأخذاً على النظام كله. ونظمت «حركة الطلاب التقدميين»، وقفة في شارع النبي دانيال، وطالبت بإعادة بناء الأكشاك. وشددت على «رفض أسلوب حكومة جماعة الإخوان المسلمين التي بدأت أولى خطوات القمع الثقافي بتدمير أكبر الصروح الثقافية في مدينة الإسكندرية». ودعت «جبهة الإبداع المصري» أعضاءها، إلى التجمع عقب صلاة الجمعة 14 الجاري في شارع النبي دانيال، رافعين شعار «معاً ضد تأميم العقل المصري». ورأت «حركة مصر المدنية» أن تدمير سوق الكتب هو بمثابة إعلان «حرب إخوانية» على الثقافة. واعتبرت حركة «كفاية» أن ما حدث يأتي في إطار خطة «أخونة الدولة». وقررت مجموعة من المثقفين تبني حملة لإعادة بناء الأكشاك. وقال منسق المجموعة خالد عزب في بيان إن «أكشاك بيع الكتب في شارع النبي دانيال تعتبر زاداً للمعرفة والثقافة ومعلماً اسكندرياً، وعليه فإننا نناشد رئيس الجمهورية أن يأمر بإعادة الوضع إلى ما كان عليه وصرف التعويضات المناسبة للمتضررين».