على رغم فرادة الأعمال الفوتوغرافية التي تنجزها الفنانة منال الضويان، وميلها إلى التركيب والبساطة معاً، إلا أن هذه الأعمال تمتح من حياة الفنانة وتصورها لتجربة المرأة في السعودية. تحضر المرأة كثيراً في أعمال الضويان، حضوراً مصحوباً بالتنوع وبتقديمها في حالات مختلفة، الأمر الذي يعني، في ما يعني، أن المرأة مثلها مثل الرجل، تسهم بفعالية في بناء المجتمع. ترى منال الضويان العالم بلونين فقط، الأبيض والأسود، لكن هذين اللونين يتحولان إلى ثراء وتنوع فاخر، قد لا تتيحه الألوان جميعاً، في معنى أنها استطاعت أن تستقطر من هذين اللونين إمكانات بصرية لافتة، تجعل من الموضوع الذي تلتقطه عدستها، ثم تخضعها إلى الحذف والإضافة، عميقاً ويتميز بالجدة في آن. لا تكتفي الضويان بالتقاط الصور والعمل عليها، إنما أيضا تنظم الورش وتلتحق بالدورات المتخصصة في عدد من المدن والبلدان العربية والأجنبية. في تجربة منال الضويان نصيب للغة العربية، فهي تفتش دائماً في بعث ما تنطوي عليه هذه اللغة من كنوز ومعان وأشكال وطاقة، كأنما المتلقي حين يرى عملاً يتضمن نصاً، فإنه يراه للمرة الأولى من فرط الدهشة. مثل ورشة «اسمي» التي نفذتها قبل مدة، وشارك فيها عدد من النساء، وتبنت الورشة فكرة مهمة، وهي القضاء على فكرة الخجل من الإفصاح عن اسم المرأة، والحرج الذي ينتاب الرجال عند ذكره في مدن السعودية. وسبق أن قالت منال الضويان ل«الحياة»: «طالما خجل الناس من ذكر أسماء بناتهم وأمهاتهم باعتباره عيباً، على رغم أن القرآن الكريم وتاريخ السنة النبوية ذكرت فيهما أسماء أمهات المؤمنين ونساء الصحابة»، مشيرة إلى أن المشروع «يهدف إلى القضاء على ظاهرة طمس هوية المرأة، كون الاسم من أهم العناصر التي تبرز شخصية الإنسان»، من هنا فمنال الضويان ليست مجرد فقط فوتوغرافية، إنها تحمل قضية نبيلة على مقدار من الحساسية، وهذا شأن كل فنان يتطلع إلى الرقي وأخذ المتلقي إلى ميادين ومجالات رحبة.