سعت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر إلى التقليل من مشاركة وفد من قياديي ذراعها السياسية حزب «الحرية والعدالة» في جلسات مع إسرائيليين خلال مؤتمر دولي نظَّمته جامعة أميركية ووزارات خارجية أوروبية في العاصمة التشيخية براغ. وكان منظمو المؤتمر وجهوا دعوة إلى جماعة «الإخوان» التي اختارت عدداً من كوادرها للمشاركة من بينهم الأمين العام ل «الحرية والعدالة» في الجيزة عمرو دراج ومسؤول لجنة العلاقات الخارجية في الحزب جهاد الحداد. وقال دراج ل «الحياة» إن «الموضوع باختصار أن مؤتمراً دولياً نظَّمته جامعة أميركية، وشاركت فيه 50 دولة لمناقشة أوضاع المنطقة ومستقبلها بعد ثورات الربيع العربي ووجهت الدعوة إلى الحزب للمشاركة فيه، وشاركنا كأفراد وليس بصفة رسمية، والمؤتمر كان فيه باحثون من دول مختلفة بينها إسرائيل، وحين علمنا بالأمر كان موقفنا واضح وهو ألا نجلس على منضدة ولا منصة واحدة مع أي شخصية إسرائيلية». وشدَّد على أنه «لم تحدث أي نقاشات مباشرة مع الوفد الإسرائيلي في المؤتمر»، مضيفاً: «حين سئلنا عن مستقبل عملية السلام ورؤيتنا للعلاقات الخارجية لمصر بعد الثورة، أكدنا أن مصر دولة تحترم تعهداتها وتقيم علاقاته على أساس متوازن وعادل مع كل دول العالم، لكننا أكدنا أيضاً أن التزام الدولة بمعاهدة السلام لا يعني أن الشعب ملتزم بالتطبيع مع إسرائيل، ونحن كحزب شعبي لا نشارك في التطبيع، وتحدثنا عن أن السلام يجب أن يكون شاملاً ما يعني إعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة». وأكد أن «طبيعة المؤتمر لم تكن لتجبرنا على لقاء الإسرائيليين، إذ كانت عبارة عن جلسات عدة ومن يريد أن يشارك في أية جلسة كان يحضرها، وحرصنا على التأكد قبل أن نحاضر في أي جلسة من أنه لن يجاورنا على المنصة إسرائيليون». وشدد على أن «وفد الحزب لم يشارك في أي جلسات خاصة حضرها إسرائيليون». من جهته، قال الناطق باسم «الإخوان» محمود غزلان ل «الحياة» إن «المؤتمر شاركت فيه عشرات الأحزاب منها حزب الحرية والعدالة، ولما وجد ممثلوه إسرائيليين، لم يتعاملوا معهم ولم يلتقوهم منفردين... ذهبنا وطرحنا رؤيتنا لقضايا المنطقة وانتهى الأمر. لكن من يصطادون في الماء العكر يريدون توضيح الأمر كما لو أن الإخوان يُطبِّعون مع إسرائيل وهذا كذب». وتساءل: «هل يريدون ألا يذهب الحزب أو الحكومة إلى أي منتدى أو مؤتمر فيه صهاينة؟... ليس من الحكمة الاستجابة لهذا الكلام، نرى أنه يجب الانفتاح والتعامل مع كل المنتديات وطرح رؤانا من دون التعامل مع الصهاينة». وجزم بأن أياً من أعضاء الحزب ولا حتى المشاركين في الحكومة «لم يلتق ولن يلتقي إسرائيليين». ورداً على سؤال عن كيفية تعامل الحزب الحاكم مع إسرائيل في ظل اتفاق السلام، قال: «لسنا حزباً حاكماً... نشارك بعدد قليل من الوزراء في الحكومة ولا أعتقد أن هناك نية أو استعداداً لدى أي من وزراء الحزب للقاء إسرائيليين... أما جماعة الإخوان فليس في واردها الاعتراف بإسرائيل أو تطبيع العلاقات معها».