أعلن علماء مسلمون سوريون أمس تشكيل «رابطة علماء الشام» التي تتكون من عدد من أبرز العلماء من الداخل والخارج السوري. وانتخب المؤسِّسون «شيخ قراء» الشام الشيخ كريم راجح رئيسًا للرابطة، والشيخ أسامة الرفاعي نائبًا له. ولفت بيان التأسيس إلى «الوقت العصيب من تاريخ الأمة بعامة، والشعب السوري بخاصة»، مؤكدين أنهم «نخبةٌ من علماء سورية تداعت لمدارسة مسؤولياتهم وواجباتهم، ولتوحيد جهودهم وإحياء رابطة العلماء التي كانت قائمة في منتصف القرن الماضي إلى أن احتجبت، والثورة مناسبة لإحيائها ولتقوم بمهماتها من جديد مع توافر موجبات جديدة فرضتها الثورة». وتصدرت أهداف الرابطة «دعم الثورة السورية المباركة، والقيام بواجب «جهاد الكلمة»، الذي هو من أفضل الجهاد، وكما ورد في الحديث الشريف «إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر»، و «تشكيل مرجعية شرعية، تضبط الممارسات على الأرض، وتسوس الناس بأحكام الشرع الحنيف» و «الحفاظ على الاعتدال في التدين، وترشيد الأفكار عصمةً لها من الغلو والتطرف»، كما تسعى الرابطة إلى «صيانة مصالح السوريين جميعًا، والسعي إلى تجنيبهم كل أشكال الفتن والإكراهات السلطوية والحياتية». وشددت رابطةُ علماء الشام في مؤتمر صحافي في الدوحة على «تساوي جميع السوريين أمام القانون، ونَبذ الطائفية، ومبدأ (ألا تزر وازرة وزر أخرى)، ومحاكمة المتسببين في إراقة الدماء وهتك الأعراض وسلب الأموال، وتدمير الوطن، وكشف زيف علماء السوء الذين يلبّسون على الناس دينهم». ودعت «جميع السوريين إلى أن يكونوا صفًّا واحدًا في مواجهة نظام الظلم والإجرام، وأن يكون شعارهم العدل، وأن يتنزهوا عن مشابهة النظام في أي خصلة من خصاله». وفيما نفى أعضاء الرابطة أية علاقة للرابطة ب «الإخوان المسلمين» قالوا إن «الرابطة ليست حزباً أو طائفة أو فئة معينة، هي رابطة الأمة منذ أن تأسست (للمرة الأولى) في العام 1937». كما أرسلوا رسالة طمأنة إلى العلويين وقال الشيخ أسامة الرفاعي احد المؤسسين «إن مكونات المجتمع السوري كلها تخضع لقانون واحد وتعامل معاملة واحدة، لا فارق بين الجميع». لكنه شدد على «مثول أي مجرم أمام محكمة عادلة، ويجب أن يحاسب الظالم بسرعة إذا كان مسلماً سنياً أو علوياً أو درزياً إسماعيلياً».