تمارس اسرائيل ضغوطات على المانيا لمنع تنفيذ صفقة بيع غواصتين حربيتين لسلاح البحرية المصري ، معتبرة ذلك مساهمة في اخلال توازن القوى في المنطقة . وفيما بعثت المانيا برسائل طمانة الى اسرائيل تؤكد فيها انها ستراعي مصالحها الاسرائيلية، ابدى الاسرائيليون قلقا من المعطيات التي تحدثت عن وجود 170 الف صاروخ لدى حزب الله وسورية وحماس، تشكل اليوم بحسب الاسرائيليين، خطرا على امن الدولة العبرية اكثر من ايران. وكان وزير الخارجية الالماني، غيدو فسترفيلي، الذي يقوم بزيارة اسرائيل حاليا ، قد اعلن ان بلاده ستأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية لإسرائيل عند إقراراها في موضوع صفقة الغواصات مع مصر، مشددا ان الحكومة الألمانية لم توافق بعد على الصفقة بشكل نهائي، فيما تسعى اسرائيل الى التوصل الى تفاهم جديد مع الحكومة الألمانية لتضمن ان لا تقوض مبيعات الأسلحة الألمانية الى الدول العربية قدرة الجيش الإسرائيلي النوعية، وذلك على غرار التفاهمات الموجودة بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذا الصدد. وياتي القلق الاسرائيلي من صفقة الغواصات الالمانية في وقت ادعى تقرير اسرائيلي ان القوة الصاروخية العربية المتنامية في سورية ولبنان وغزة التي تصل حتى 170 الف صاروخ، باتت تشكل خطرا على اسرائيل اكثر من صواريخ "شهاب" الايرانية . ونقل عن مصادر عسكرية اسرائيلية في مقارنته بين هذه الصواريخ ان لدى ايران 450 صاروخا قادرا على الوصول إلى اسرائيل . وبان هذه الصواريخ دقيقة في الوصول إلى أهدافها، وبإمكانها أن تصيب أي هدف لها، وتحدث دمارا هائلا الا أن نسبة الخطأ في اصابة هذه الصواريخ قد تصل إلى أكثر من كيلومتر. ويمكن اكتشافها قبل عشر دقائق من وصولها إلى أجواء اسرائيل وتحذير المواطنين منها واطلاق صواريخ "حيتس" المضادة للصواريخ باتجاهها لتدميرها في الجو. وهو ما يعني ان خطرها ليس مدمرا نسبيا. اما الصواريخ التي تمتلكها سورية، بحسب هذه المصادر العسكرية ،فعددها لا يقل عن مئة الف صاوخ وقذيفة ، ألفان منها تستطيع الوصول إلى تل أبيب. اما حزب الله في لبنان، تصيف هذه المصادر، تمكن من مضاعفة مخزونه الصاروخي خمسة أضعاف ما كان لديه في فترة حرب لبنان الثانية 2006، وأصبح لديه اليوم 60 ألف صاروخ وقذيفة، أربعة آلاف منها قادرة على اصابة أهداف في التجمعات الاسرائيلية الضخمة في منطقة تل أبيب. وهناك 12 ألف صاروخ في قطاع غزة بأيدي حركة "حماس" وحدها، إضافة إلى الصواريخ الموجودة لدى "الجهاد الاسلامي" وغيره من التنظيمات المسلحة في القطاع، قسم منها قادرة على الوصول إلى ضواحي تل أبيب. ولا تخفي القيادة العسكرية قلقها من احتمال ان تعمل كل الأطراف العربية المعادية لاسرائيل بالتنسيق فيما بينها وإطلاق الصواريخ في آن واحد من ايران وسورية ولبنان وغزة، وعندها تكون معرضة لهجمات صاروخية حجمها 170 ألف صاروخ، مع ان توقعات عسكريين وامنيين ان هذه القوى قد لاتكون مستعدة للمغامرة بإطلاق كل مخزونها من الصواريخ والقذائف.