نفت الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، أن تكون هناك أزمة حجوزات في فنادق العاصمة المقدسة، أو أن يكون هناك أزمة مفتعلة تسببت بها شركات سياحية، مبينة أن شركات العمرة غير متضررة من ارتفاع نسب الإشغال التي تشهدها دور الإيواء منذ بدء الإجازة الصيفية. وأكدت غرفة مكة أن نسبة الحجوزات وإن كانت بلغت نسبة الإشغال القصوى في بعض الفنادق المطلة على الحرم، إلا أن الخيارات ما تزال متاحة للسكن في فنادق قريبة أيضاً من الحرم المكي الشريف، وفي مواقع موجودة داخل المنطقة المركزية. وأكد زياد فارسي، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية، الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية للحج والعمرة، أن البرامج الخدمية التي تقدمها مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين لعبت دوراً تنافسياً قوياً، مؤكداً على أن عملية الاشغال للفنادق والشقق المفروشة ستشهد خلال الفترة القادمة ارتفاعاً واضحاً لجميع الوحدات السكنية مع تدفق اعداد المعتمرين القادمين من داخل وخارج المملكة. وأشار فارسي الى أن منطقة العزيزية والششة هي المنطقة ذات الاختيار الأول لإسكان المعتمرين القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أنه سيتوزع المعتمرون القادمون من مصر وباكستان وبقية الدول العربية والإسلامية على أحياء جرول والمسفلة. وتابع فارسي: "اما المعتمرون القادمون من داخل المملكة خاصة السعوديين منهم فيفضلون السكن بمنطقة محبس الجن وأجياد والمنطقة المركزية بشكل عام، وهو ما سيؤدي لارتفاع نسبة تأجير الدور السكنية في تلك المنطقة"، مردفاً: "الحركة التجارية ستكون نسبتها مرتفعة خلال هذه الايام إذ اعتبر أن اشغال الفنادق والوحدات السكنية المفروشة تدفع أصحاب المحلات لتكثيف بضائعهم لمواجهة الطلب المتزايد، كما أن حركة المبيعات بالمطاعم المحيطة بالحرم المكي الشريف ترتفع ويقابلها ارتفاع آخر بمحلات بيع الهدايا. وقال أيهاب مشاط، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية: "الاسعار في فنادق مكة قد تكون في متناول اليد خصوصا خلال فترة الاجازة الصيفية, ومن المتوقع ان تكون هناك زيادة طردية في أسعار الغرف مع دخول شهر رمضان المبارك, والاسعار خاضعة دوما لرقابة الهيئة العامة للسياحة والاثار, ولكن التخوفات التي يبديها القادمون الى العاصمة المقدسة, هي نابعة من الاسعار العالية التي يرونها في شهر رمضان, خصوصا العشر الأواخر حيث يكون سعر بعض الغرف في تلك الفترة يصل الى 50 الف ريال للعشر الأواخر من الشهر الفضيل". وأرجع مشاط, سبب ارتفاع نسبة الاشغال للعشر الأواخر إلى تدفق اعداد كبيرة من المواطنين والخليجيين إلى مكةالمكرمة، مشيراً إلى أنه في ذلك الوقت لا تنحصر نسبة الاشغال المرتفعة على الفنادق ذات النجوم الخمسة والأربعة والثلاثة، بل أن الشقق المفروشة الراقية هي الأخرى ستشهد ارتفاعاً واضحاً في نسبة الاشغال خاصة الواقعة منها بحي العزيزية ومخطط البنك ومنطقة محبس الجن والمناطق القريبة من الحرم المكي الشريف. وتابع مشاط: "وفقاً لإحصائيات الهيئة العامة للسياحة والآثار، فإن عدد الفنادق والشقق المفروشة المرخصة في مكةالمكرمة تبلغ نحو 574 ، وبها نحو 115 ألف غرفة ومصنفة بدرجات متعددة، مشيراً الى أن الخيارات المتاحة للنزيل متعددة وكبيرة جدا تبلغ طاقتها الاستيعابية أكثر من 1.3 معتمر شهريا". من جهته قال وليد ابو سبعة, رئيس لجنة الفنادق في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة: "كل من يعتقد أن الشركات السياحية الخارجية تسببت في أزمة حجوزات فهو خاطئ في تقديراته, لأن الانظمة تجبرها على التعاقد مع الشركات الداخلية التي بدورها تحجز الغرف, ولكن كل ما في الأمر أن البعض من شركات العمرة الداخلية تقوم بعد ان تحجز غرف الفنادق ببيعها على الشركات السياحية عن طريق العروض او "البكجات" السياحية". وأوضح أبو سبعة، أن هناك اشغالا لعدد كبير من الفنادق المطلة على المسجد الحرام، وإن نسبة الاشغال قد تصل إلى 100 في المائة, وبشكل يومي, مردفاً :"لكننا لا نستطيع أن نقول ان اشغال فنادق مكة كافة تأتي مثل هذه النسبة, لأن هناك فنادق في المنطقة المركزية, او المناطق المجاورة لها لم تصل الى نسبة الاشغال الكاملة, خصوصا وأن هذه الايام لا يوجد اقبال كبير على الفنادق وان كان بسيطا نوعا ما من الداخل, حيث سيزداد الطلب على اشغال غرف الفنادق بعد ان يدخل معلمو المدارس فترة إجازتهم الرسمية، والتي ستكون في مطلع شهر شعبان المقبل".