يشهد القطاع الفندقي حاليا كثافة في حجم الإقبال على الإسكان وخاصة فنادق المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف لمختلف الفئات الفندقية، خلافا لكل التوقعات، فيما أغلقت غالبية الفنادق باب الحجوزات نظرا لارتفاع معدلات التشغيل التي أخذت منحنى تصاعديا مع مطلع الشهر الجاري، وصاحب ذلك زيادة متفاوتة في أسعار إسكان الفنادق وتنوع في برامج الخدمات المقدمة للنزلاء. وقد بلغت نسبة إشغال فنادق المنطقة المركزية حوالى 80 في المائة وهي أعلى نسبة تشهدها طيلة السنوات الماضية، وأرجع الأسباب إلى وجود قرابة 400 ألف معتمر، منهم 250 ألفا من خارج المملكة، وقد أسهم في زيادة معدلات إشغال الفنادق إزالة حوالى ألف عقار في مشروع جبل عمر القريب من المسجد الحرام، متوقعا أن تصل الحجوزات خلال الربع الأول لشهر رمضان المبارك إلى 100 في المائة، وأظهرت الإحصائيات أن أكثر نسبة للمعتمرين القادمين من خارج المملكة هم الإيرانيون ثم المصريون، ومن ثم جنوب شرق آسيا، وفي مقدمتهم الأندونيسيون والماليزيون، فيما حظي معتمرو دول الخليج بنسب متساوية مع معتمري الداخل. وأوضح محمد هوساوي أحد العاملين بفندق مجاور للمسجد الحرام أن أيام الأربعاء والخميس والجمعة لا يمكن أن يجد أي شخص غرفة أو جناحا فارغا على الإطلاق، فيما يخف الضغط نوعا ما بقية أيام الأسبوع، وذلك منذ بداية الإجازة الصيفية لهذا العام، مضيفا أن الحجز يتم قبل وصول الزوار والمعتمرين بأكثر من أسبوعين، كما تم تشغيل عدد أكبر من العاملين في الفنادق وزيادة ساعات العمل نظرا للضغط المتواصل على الفنادق والشقق المفروشة من قبل الزوار والمعتمرين. وأكد سالم سلطان موظف استقبال في أحد فنادق المنطقة المركزية أن موسم العمرة لهذا العام كان ناجحا ومتوقعا نجاحات أخرى خلال الفترة القادمة لاسيما مع دخول شهر رمضان المبارك، وأكد حمود المالكي (موظف استقبال في أحد الفنادق) بوجود زيادة في أسعار الإسكان في الفنادق، موضحا بأن مجموعة كبيرة من الفنادق وخاصة القريبة من المسجد الحرام بدأت بإغلاق باب الحجوزات والإسكان حتى نهاية شهر رمضان المبارك. وأشار علي خاصب مقيم يعمل في محل تجاري لبيع الملابس والألعاب إن الأقبال على المحلات التجارية خلال شهر شعبان كان كالمعتاد، ولكن مع قرب دخول شهر رمضان المبارك، شهدت المحلات التجارية إقبالا كبيرا من المعتمرين لشراء الهدايا، فيما قال نصر عبدالواحد مدير فندق بجوار الحرم إن الأسعار في متناول الجميع، وكل معتمر وعلى قدر ما يملكه من المال يستطيع أن يسكن، وأضاف أن أسعار الأبراج السكنية المحيطة بالمسجد الحرام تتراوح ما بين 160 و450 ريالا وذلك حسب نوع الخدمة ودرجة السكن ومدى قربه وبعده عن المسجد الحرام، مبينا أن الحجوزات أصبحت شبه كاملة و70 في المائة منها من خارج السعودية و30 في المائة تم حجزها من الداخل ودول الخليج. ومن جهته أكد ل«عكاظ» رئيس لجنة السياحة والفنادق في الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة وليد أبو سبعة، بأن موسم العمرة لهذا العام والذي انطلق منتصف شهر ربيع الأول الماضي، شهد بداية قوية لارتفاع معدلات التشغيل للفنادق التي بلغت نسبة 80 في المائة في المنطقة المركزية وتراوحت مابين 5060 في المائة للفنادق الواقعة في مختلف مناطق وأحياء مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن كثافة الإقبال على حجوزات الفنادق والبداية القوية لموسم العمرة خالف كل التوقعات بترجح تراجع أعداد المعتمرين لا سيما القادمين من خارج المملكة، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للسياحة أصدرت أسعارا محددة، مطالبا جميع أصحاب الفنادق الالتزام بها، ومؤكدا في الوقت نفسه عدم وجود أي تلاعب في الأسعار من قبل أصحاب الفنادق.