الكثيرون معجبون بالإمارات، شخصياً أنا معجب بذكائهم الاتصالي، ومهارتهم في استقطاب الرأي العام الخليجي، والسعودي تحديداً، وهذا أمر مشروع ومفهوم في إطاره الاقتصادي، بخاصة لمن يخطط على المدى البعيد. تعيين عمار بوقس الزميل الرائع صاحب التجربة الإنسانية التي تختصر مسافات تحضر ومعاني حياة، تعيينه معيداً في إحدى جامعات دبي يصب في هذا الاتجاه، اتجاه ذكاء الماكينة الإعلامية الدعائية الإماراتية، وهي مشهود لها بالدأب الكبير منذ مهرجان دبي للتسوق، وحتى شاعر المليون، ومروراً بمنتدى الإعلام العربي الذي حقق الزملاء والزميلات الإعلاميون السعوديون حضوراً لافتاً على مستويات الحضور، المشاركة، الفوز بالجوائز، والتغطية والكتابة في صحفهم المحلية. قرأت كثيراً مما كتب عاطفياً عن الموضوع، وقرأت أمس رد جامعة الملك عبدالعزيز الذي افتقد للذكاء الاتصالي إلى حد ما، ومعه افتقد تعليق المعيد السعودي في الجامعة الإماراتية أيضاً للذكاء الاتصالي، كما قرأت النصين في «الحياة» أمس. فلنتأمل قليلاً، تعيينه جاء بأمر الشيخ حمدان بن محمد، وليس بناءً على توصية المجلس الأكاديمي للجامعة، وهو أخذ طريق العرف في الخليج، ولجأ ل«الشيخ» ولم يأخذ طريق القانون ويلجأ للجامعة نفسها، وفي هذا حنكة ومعرفة بل ثقة بأن حدس نجل الشيخ محمد الاتصالي لن يخونه، وسيظفر بفرص عدة، فهو استقطب إعلامياً مميزاً له حضوره في فضاء الإنترنت، وصاحب تجربة تحدٍ حياتية عميقة ومؤثرة، ثم هو استقطب الرأي العام السعودي مستثمراً نجاح الإعلام الاجتماعي، وعبر فيلم مبدع قصير في تجسيد قصة كفاح ونجاح عمار بوقس، وتسلحه بإيمان بربه ثم بنفسه في رحلة حياة وتعلم كانت جديرة بأكثر من معاملتها رسمياً في جامعة الملك عبدالعزيز. لو رفعت جامعة الملك عبدالعزيز لوزير التعليم بطلب عاجل باستثنائه لتم الأمر في ما أحسب، فالوزارة تملك أيضاً ذكاءً اتصالياً، ربما أقل سرعة في التنفيذ لكنها ستفعل. أكثر من ذلك، لو توجه عمار بوقس بطلب إلى نائب خادم الحرمين الشريفين الذي تعهد المعوقين طوال حياته، وتبنى كثيراً من جمعياتهم، لجاءته برقية الأمر بتعيينه فوراً. لا يوجد لدي أي شك في ذلك، وهنا سيفعلها الأمير سلمان ليس بحثاً عن شهرة إعلامية فهي لا تنقصه، لكنه سيفعلها لأنه يعرف أية ثمرة إنسانية جنى عمار بوقس. أعرف أن جامعة الملك عبدالعزيز لم تحسن التعامل مع ملفه، وربما هناك تصرف شخصي خاطئ من أحد ما في مكتب مدير الجامعة، لكننا أيضاً يجب ألا نغفل رغبات وتطلعات عمار بوقس نفسه على المستوى المهني، ومستوى الإعلام والشهرة التي حققهما، كما حقق أحلامه بإرادة تحترم وترفع لها كل العمائم الخليجية. أخذت العاطفة كثيراً من الناس عند التعاطي مع القصة، وأتحدث عنها فقط بمفاهيم الاتصال والتسويق وتحسين الصورة الذهنية، فقط لا غير. [email protected] mohamdalyami@