سيطر خبر تعيين المعاق السعودي عمار بوقس معيداً في جامعة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة بعد ان لفظته جامعة الملك عبدالعزيز بجدة مساء أمس الأول لفترة من الزمن على مناقشات الكثير من السعوديين على تويتر. قصة نجاح «عمار» وتجاوزه معاناة وصعوبات الاعاقة الجسدية التامة ،فيما عدا تحريك لسانه وعينيه، وتمكنه من الحصول على الشهادة الجامعية بتفوق تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر والتجارب الحياتية الملهمة ليس فقط لفئة المعوقين وانما ينسحب ذلك على الاصحاء جسدياً وعقلياً. قصص النجاح هذه تعد من التجارب الانسانية الاستثنائية والملهمة جداً التي يجدر بنا سردها على مسامع اطفالنا الطلبة والطالبات بمختلف مراحلهم الدراسية وخاصة مع بدء العام الدراسي الجديد لبث روح الانجاز والتفوق والمثابرة في نفوسهم واقناعهم بالدليل الواقعي بان كافة مسوغات وتبريرات الاهمال والتراخي والتقصير التي لربما يسوقونها لا تعدو نقطة من بحر مما عانى منه عمار ومع ذلك حقق نجاحاً مميزاً مشهوداً ضمن له عملا خارج الاوطان. هنا يقفز السؤال التالي: ما هي الصورة الذهنية التي ستتكون يا ترى لدى القارئ/القارئة سواء كان اماراتياً أو سعودياً أو عربياً أو اجنبياً عندما يعرف تفاصيل قصة «عمار» واحتضان جامعة دبي له ؟ هل ستتشعب استفساراته واسقاطاته كما فعل المتوترون السعوديون ام ستتوقف عند تفاصيل الصورة فقط؟ سهولة تعيين عمار في جامعة اماراتية وتأمين السكن والنقل له حسب ما تقتضيه حالته في فترة زمنية لا تتعدى اسبوعين بدلاً من مماطلة جامعة الملك عبدالعزيز واحتفاء عدد من كبار المسؤولين الاماراتيين بعمار، إلى جانب الاهتمام الاعلامي الاماراتي بحالته كانت مسائل تثير تعليقات السعوديين المتوترين التي اتى بعضها منتقداً بشدة الاداء البيروقراطي لعملية اتخاذ القرار حتى في مؤسساتنا الاكاديمية، وبعضها الآخر موجهاً اللوم لمؤسساتنا الحكومية والخاصة على تقصيرها الفاضح في رعاية ومساندة المعوقين والتعامل مع حالتهم لا من منظور إشفاق وعبء دائم وانما من منظور يد مد العون لهم للمشاركة في بناء المجتمع بخبراتهم وعطائهم مثل «عمار». صحيفة الامارات اليوم نشرت صورة ولي عهد دبي حمدان بن راشد خلال استقباله لعمار بوقس. الصورة تستوقفك للوهلة الأولى عند النظر إليها والتدقيق في تفاصيلها، مما يعني ولادة رغبة آنية لدى القارئ بالغوص في تفاصيلها ومناسبتها. وهنا يقفز السؤال التالي: ما هي الصورة الذهنية التي ستتكون يا ترى لدى القارئ/القارئة سواء كان اماراتياً أو سعودياً أو عربياً أو اجنبياً عندما يعرف تفاصيل قصة «عمار» واحتضان جامعة دبي له ؟ هل ستتشعب استفساراته واسقاطاته كما فعل المتوترون السعوديون ام ستتوقف عند تفاصيل الصورة فقط؟ العالم اصبح قرية صغيرة من دون سواتر او أغطية، وعليكم باقي الاجابة ! عموماً، نتمنى التوفيق المهني لعمار في موطنه الثاني الامارات... ولمن يريد الاستزادة عن قصة نجاح عمار يمكنه مشاهدة فيلم «عمار» الذي اخرجه بحس انساني رائع بدر الحمود حيث نجح كثيراً في استنطاق تفاصيل حياة عمار بمشاهد واقعية مؤثرة تقزمت امامها مفردات الانكسار والاستسلام وسكون الحركة الجسدية ليستبدلها عمار بقصة نجاح مبهرة محورها فقط عينان ولسان ! كم يستصغر المرء نفسه امام قصص التحدي تلك وهو بكامل جسمه وعقله غير المؤجر بالطبع.