حظيت برقية التهنئة التي وجهها العاهل المغربي محمد السادس إلى الرئيس بوتفليقة ، وفيها يعرب عن ارتياحه لمغادرة الرئيس الجزائري مستشفى فال دوغراس الفرنسي ، ويشير أن الشعب المغربي تابع ب تأثر أخوي الفحوصات والعلاجات الطبية التي كللت ولله الحمد بالنجاح حظيت باهتمام خاص في الأوساط الإعلامية الجزائرية ، في وقت فضل الرئيس بوتفليقة من إقامته حيث يخضع لفترة راحة صارمة ، توجيه رسالة شكر للجزائريين على عمق وعيهم والقلق الذي انتابهم من هول الإشاعات التي كانت تحيط بهم . وجاءت برقية التهاني التي بعث بها محمد السادس إلى الرئيس الجزائري بعد حملة إشاعات واسعة خاضتها بعض الصحف المغربية ، أثارت استياء السلطات الجزائرية ، واتهم رئيس الحكومة أحمد أويحي بعض قنوات الإعلام الأجنبي دون أن يسميها بالتهويل والمبالغة والإثارة وب ترويج إشاعات مجنونة ، وكان تعليق سياسي رسمي بثته الإذاعة الجزائرية ثلاثة أيام قبل ظهور بوتفليقة في التلفزيون أكثر وضوحا عندما وجه اتهامات مثيرة لبعض الصحف الأجنبية ومنها الصحف المغربية وقال التعليق الإذاعي بشأن هذه الأخيرة أنها تتحرك بإيعاز من القصر الملكي وأنها انخرطت في الطرح المعادي نفسه الذي تداولته أوساط فرنسية معروفة بعدائها للجزائر . وكانت صحيفة «لاغازات دي ماروك» قد تحدثت عن حركة ذهاب وإياب مكثف لمسؤولين جزائريين سامين ، لم تسمهم ، داخل الوطن وخارجه , وأن لقاءات كثيرة جمعت هؤلاء المسؤولين مع قيادات جهاز الاستعلامات الخاصة وعلى راسهم توفيق مدين ونائبه إسماعيل لعماري والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع عبد المالك فنايزية واللواء المتقاعد محمد تواتي والجنرال خالد نزار ، وذهبت الصحيفة المغربية إلى حد التأكيد ، استنادا إلى مسؤولين ورجال أعمال أجانب ، أن أشياء كثيرة ستتغير في الجزائر في الأيام القادمة وإن كانت هذه التغييرات غير جذرية . من جانبه وفي محاولة منه طمأنة الشعب الجزائري على صحته ، وكسر شوكة الإشاعات التي طالت مرضه ، بعد الصور المباشرة من إقامته بباريس التي بثها التلفزيون الجزائري للرئيس بوتفليقة وهويبتسم مرتشفا كأس الشاي برفقة طبيبه الخاص مسعود زيتوني ، جدد الرئيس بوتفليقة في أول رسالة يبعث بها إلى الشعب الجزائري نشرتها كاملة وكالة الأنباء الجزائرية مساء يوم الاثنين ، تأكيده أنه يتعافى بالفعل قائلا أحمد الله وأنا أودع أيام المحنة التي قدرها الله لي فيما يقدر لعباده المؤمنين ، وأحمد المولى عز وجل على ما منحني من صبر على اجتياز الوعكة الصحية التي ألمت بي . وألمح الرئيس بوتفليقة إلى الإشاعات التي كانت تحيط بمرضه وكانت سببا في زرع الشك بين المواطنين وعدم تصديقهم لما كانت تبثه الجهات الرسمية الجزائرية من تصريحات بشأن الحالة الصحية للرئيس على قلتها ، في العبارة التي قال فيها مقدرا عمق الوعي الشعبي إني أدرك قلقكم الشديد على صحتي الذي أثارته في نفوسكم بعض الإشاعات والأراجيف المغرضة ، وذلك التلهف والتطلع إلى ما يطمئنكم والحيرة التي انتابتكم في انتظار سماع النبأ السار. إلى ذلك ما تزال الاجتهادات الصحفية قائمة بشأن التاريخ المحدد لعودة الرئيس بوتفليقة إلى الجزائر بعد انتهاء فترة النقاهة الصارمة التي يخضع لها بمكان إقامته ، وقال أمس أبوجرة سلطاني ، وزير الدولة ، زعيم الحزب الإسلامي المعتدل حركة مجتمع السلم المشارك في الائتلاف الحكومي ، في تصريحات للصحافة الجزائرية أن الرئيس بوتفليقة سيستأنف نشاطه الرئاسي نهاية الاسبوع الجاري ، ما يعني أن عودته ستكون غدا أوبعد غد على أبعد تقدير وهوأكده ل الرياض مصدر حكومي مسؤول يرفض الكشف عن اسمه . وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ( 68 سنة ) خرج يوم السبت الماضي من المستشفى العسكري الفرنسي فال دوغراس ، الذي دخله على جناح السرعة في 26 نوفمبر / تشرين الماضي ، وأكدت نشرة طبية نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية أن صحة الرئيس بوتفليقة في تحسن مستمر بعد العملية الجراحية التي خضع لها بعد نزيف قرحي في المعدة ، وأن الأطباء الذين عالجوه نصحوه بالتزام فترة راحة صارمة قبل استئناف نشاطه الرئاسي ، وأضافت وكالة الأنباء الجزائرية أن التحاليل الطبية المعمقة التي أجريت للرئيس بوتفليقة كانت نتائجها إيجابية ما كان وراء قرار الأطباء بإمكانية مغادرة الرئيس بوتفليقة المستشفى .