وصفت إيران قطع كندا علاقاتها الديبلوماسية معها، بأنها «خطوة ساذجة» تعكس «تبعية عمياء» لبريطانيا التي قطعت علاقاتها بطهران، فيما حضت إسرائيل المجتمع الدولي على الامتثال بكندا بوصفها «نموذجاً وتحديد خطوط حمر أخلاقية وعملية أمام الإيرانيين». في غضون ذلك، سجّل سعر صرف الريال الإيراني تراجعاً قياسياً جديداً، إذ تخطى 24 ألفاً أمام الدولار الأميركي، بانخفاض نسبته 7 في المئة في يوم واحد. ونقلت وكالة «رويترز» عن صرّاف أن تراجع العملة هو «الأسوأ إطلاقاً»، فيما أعلن آخر وقف التعاملات، إلى أن يستقر السعر الذي يشكّل نحو ضعف السعر الرسمي للريال، والمحدد ب 12260 ريالاً للدولار. وفَقَدَ الريال نحو نصف قيمته في الشهور الماضية، فيما تحدث حاكم المصرف المركزي الإيراني محمود بهمني عن مواجهة بلاده «حرباً اقتصادية مع العالم»، مضيفاً: «لا يمكن للمصرف المركزي أن يخفّض في شكل منهجي سعر الصرف، لكننا حاولنا السيطرة» على تراجع قيمة الريال. وتطرّق رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني إلى قرار أوتاوا، معتبراً أن «تصرّفها خطوة ساذجة تُظهر توترها وتجسّد ارتباك الغرب أمام إجماع غالبية دول العالم في طهران، إذ يسعى إلى تصوير استضافة إيران قمة (حركة عدم الانحياز) بأنه لا يتماشى مع التقاليد». وأعلن إلغاءه زيارة مقررة إلى كندا الشهر المقبل، للمشاركة في اجتماع برلمانات العالم. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي: «ما فعلته كندا يشكّل خدمة لمصالح النظام الصهيوني، إذ تسعى إلى تعزيز علاقاتها معه». وعزا «تصرفاتها غير المسؤولة» إلى «فشل الخارجية الكندية في محاولتها ثني الدول الأعضاء عن المشاركة في قمة» حركة عدم الانحياز، وزاد: «وزير الخارجية الكندي (جون بيرد) اتصل بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وطلب منه عدم المشاركة في القمة، كما اتصل بدول أعضاء لترغيبهم في عدم المشاركة فيها». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الدولية في البرلمان علاء الدين بروجردي فدعا إلى «ردّ حاسم، على أساس المصالح الوطنية»، متهماً الحكومة الكندية ب «التبعية العمياء» للندن، وقال: «طبيعي أن تتخذ كندا قراراً مشابهاً، رداً على إغلاق بريطانيا سفارتها في طهران، إذ تسعى إلى جرّ أصدقائها إلى ما آلت إليه، للضغط على إيران». ودعا إلى «طرد السلك الديبلوماسي الكندي من إيران سريعاً». هاربر في المقابل، عزا رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر سحب ديبلوماسيي بلاده من طهران إلى «قدرة (الأخيرة) على (ممارسة) سلوك سيء في شكل متزايد»، مضيفاً: «لذلك لن يفاجئني شيء، ولكن ذلك سبب إضافي لضرورة سحب موظفينا» من إيران. وهنّأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هاربر على قراره «الأخلاقي والشجاع»، معتبراً أن ذلك وجّه «رسالة مبدئية للعالم، مفادها أنه يُحظّر على نظام الظلام في إيران امتلاك أسلحة نووية». وحضّ المجتمع الدولي على الامتثال بكندا بوصفها «نموذجاً وتحديد خطوط حمر أخلاقية وعملية أمام الإيرانيين». إلى ذلك، انتقد الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست دعوة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى تشديد العقوبات على إيران، بوصفها «غير مسؤولة، وتُعتبر انتهاكاً سافراً لقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومحاولة يائسة لتهميش نتائج قمة عدم الانحياز» في طهران. وأعلن رئيس منظمة الفضاء التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية الجنرال مهدي فرحي أن بلاده ستكشف قريباً عن صاروخ «مشكاة» المحلي الصنع، وهو من طراز كروز ويبلغ مداه ألفي كيلومتر. في المقابل، أوردت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن إسرائيل قد تستخدم «قنابل كهرومغناطيسية» تشلّ شبكة الكهرباء في إيران، في أي هجوم على منشآتها النووية. وأشارت إلى أن استخدام تلك الأسلحة «هدفه إعادة إيران إلى العصر الحجري»، إذ أن الذبذبة الناتجة منها قد تدّمر محطات توليد الكهرباء وشبكات الاتصالات والنقل والطوارئ والخدمات المالية.