رداً على مقال الزميل جمال بنون المنشور في 27 آب (أغسطس) 2012 بعنوان: (شفافية الجمعيات الخيرية.. غائبة) تسعدني الإشارة إلى أن جمعية الأطفال المعوقين كانت بين تلك النخبة من الجمعيات الخيرية التي بادرت بالمشاركة في استبيان مجلة «فوربس العربية» الذي جاء في سياق المقال، وذلك انطلاقاً من إيمانها بأن الصدقية والشفافية هما جناحا نجاح أية مؤسسة خيرية تعتمد على التفاعل المجتمعي، فعلى مدى نحو 30 عاماً، حرصت الجمعية على أن تطبق أدق المعايير المهنية المحاسبية في أدائها المالي، ولعلي أستشهد هنا بما جاء على لسان المحاسب القانوني المكلف من وزارة الشؤون الاجتماعية خلال الاجتماع الأخير للجمعية العمومية للجمعية الذي جاء فيه: «إن الجمعية تعد نموذجاً مميزاً للجمعيات الخيرية ذات الصدقية، وأدعو الجمعيات والمؤسسات الخيرية الشبيهة إلى العمل بالروح والكفاءة نفسها». واستطرد المحاسب قائلاً: «أعمل مع الجمعيات منذ أكثر من 30 عاماً، وفي مختلف المناطق، وتتفاوت مستويات التنفيذ بما يتعلق بالجانب المالي وتختلف من جمعية إلى أخرى، وذلك بحسب حجم تلك الجهات. وما يميز الجمعية هو تكامل اللوائح وتطبيقها بمهنية عالية، والدليل على هذا التكامل موافقة الأنظمة بالجمعية على جميع ما تطلبه الوزارة من شروط وحيثيات، إذ تحظى الجمعية بتطبيق كل الشروط الموضوعة، وهذا يدعو إلى الشكر والتقدير لجميع العاملين والعاملات بالجمعية وأعضاء مجلس الإدارة، لأن العمل القائم بالإخلاص دائماً ينتج عملاً مميزاً». انتهى كلام المحاسب. كما أود الإشارة إلى ما تفضلتم باقتراحه عن الحاجة إلى تحقيق مبدأ المنافسة، وخلق المزيد من التفاعل بين الجمعيات الخيرية من خلال تخصيص جوائز للجمعيات الأكثر نشاطاً وشفافية، خصوصاً تلك التي تؤدي دوراً وطنياً يتجاوز مفهوم الدعم المادي الموقت إلى آفاق التنمية المستدامة (توعية، وتدريباً، وتأهيلاً، وتعليماً، وعلاجاً، وبحثاً علمياً). إن تلك المؤسسات الخيرية أحوج ما تكون إلى تقويم منصف لدورها من قطاعات المجتمع كافة (إعلاماً، ورجال أعمال، وشركات، وأجهزة حكومية، وأهل خير) بما يؤهلها لمواصلة رسالتها، خصوصاً في ظل تحديات ارتفاع تكاليف برامج الرعاية، في وقت تمثل فيه التبرعات أهم مصادر تمويل نفقاتها. ودعني أطرح عليكم حجم التحدث الذي تواجهه جمعية كجمعية الأطفال المعوقين، المتمثل في حاجتها إلى نفقات تشغيل لمراكزها (ستة عاملة، وأربعة بصدد الافتتاح) يبلغ حالياً نحو 80 مليون ريال سنوياً، تخصص لعلاج وتعليم وتأهيل وتدريب وبرامج رعاية اجتماعية ونفسية للآلاف من الأطفال المعوقين في العديد من مناطق المملكة، في وقت لا يتجاوز فيه إجمالي مبلغ التبرعات المالية والزكوات واشتراكات الأعضاء نحو 27 مليون ريال! أي بنسبة لا تزيد على 33 في المئة من الموازنة، وهو ما دعا الجمعية في وقت باكر إلى تبني استراتيجية شاملة لتنمية الموارد، تشمل إنشاء أوقاف خيرية ومشاريع استثمارية، واتفاقات تعاون وشراكات مع مؤسسات القطاع الخاص، وأنشطة خيرية متنوعة بما يضمن تغطية العجز المتنامي، في وقت يستحيل فيه التوقف أو تحجيم مستوى برامج الخدمة أمام معاناة الآلاف من الأسر، وهذا ما نحرص دائماً على إطلاق شركائنا عليه إيماناً بمبدأ الشفافية التي تفضلتم بالدعوة لها. وأخيراً، أجدد شكري وتقديري لتفاعلكم مع رسالة الجمعيات الخيرية، ولحرصكم على تقويم مسيرة بعضها تحقيقاً للمصلحة العامة، وإن كان عنوان المقال فيه تعميم قد يثور شكوك البعض. الأمين العام لجمعية الأطفال المعوقين