استعادت المنشآت الصحية في المنطقة الشرقية، الحديث عن «جراثيم مُعدية»، تنتشر في أروقتها، إثر انتشار «إشاعات» تم تداولها على نطاق واسع خلال الفترة الماضية، عن ظهور حالات إصابة في مستشفى الملك فهد في الهفوف، ومجمع الدمام الطبي، ومستشفى القطيف المركزي. وكان آخرها إغلاق أحد أدوار برج الدمام الطبي. وأكدت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، إغلاق أجواء من البرج، بيد أنها نفت انتشار جراثيم في البرج، عازية الإغلاق إلى «إجراءات احترازية روتينية». وعلى رغم تطمينات «صحة الشرقية» المتكررة، بأن انتشار الجراثيم في منشآتها الصحية «ضمن المعدلات الطبيعية، والمتعارف عليها عالمياً». وقيامها بعمل حملات مستمرة لمكافحة العدوى، إلا أنه لا تزال هناك «مخاوف» من انتشار «جراثيم مُعدية» في المنشآت الصحية في المنطقة، الحكومية والخاصة على حد سواء. وتزايدت هذه المخاوف بعد ظهور حالات إصابة في مستشفى القطيف المركزي، ومستشفى الملك فهد في الهفوف، ومجمع الدمام الطبي، الذي نظم خلال الأسبوع الماضي، حملة وطنية لمكافحة عدوى المنشآت الصحية، أكد خلالها مسؤولو «صحة الشرقية»، أن هذه الحالات «ضمن المعدلات الطبيعية لحالات العدوى في المستشفيات». وتداول مرضى ومراجعون أخباراً عن قسم العناية المركزة في الطابق الرابع من إخلاء البرج الطبي، في مستشفى الدمام المركزي بعد انتشار «جرثومة»، وسط محاولات جاهدة من قبل إدارة المستشفى للسيطرة عليها، بعد أن تسببت في عدة إصابات، إضافة إلى أنها انتقلت من مستشفى الدمام المركزي إلى مستشفى القطيف. وبادرت إدارة المستشفيين إلى صرف أقنعة وملابس واقية من العدوى، لضمان سلامة العاملين والمرضى في المستشفى. فيما ترددت أنباء أن «الجرثومة» سيطرت على وحدة العناية المركزة في مستشفى الدمام المركزي بالكامل، بعد إصابة عدد من المرضى، وأن السبب وراء الجرثومة يعود إلى عملية جراحية، أجريت لأحد المرضى خلال الشهرين الماضيين. إلا أن المتحدث باسم المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية طارق الغامدي، نفى في تصريح إلى «الحياة»، ما تردد عن انتشار جرثومة في مجمع الدمام الطبي. وقال: «إن ذلك غير صحيح، وأن ما يتم حالياً، في المستشفى هو عبارة عن إعادة تنظيم الأعمال الإكلينيكية، إضافة إلى تطبيق المعايير العالمية لمكافحة العدوى»، معتبراً هذا إجراءً «روتينياً، تقوم به جميع المنشآت الصحية، بهدف الحفاظ على سلامة وصحة العاملين والمستفيدين منها». وقالت رئيسة مكافحة العدوى في «صحة الشرقية» الدكتورة نظيرة البغلي، في كلمة ألقتها خلال حملة مكافحة العدوى، التي أقيمت في البرج الطبي الأسبوع الماضي: «إن أكثر الفئات العمرية تعرضاً للعدوى هم كبار السن، والأطفال، والمرضى المصابين بأمراض مُزمنة، التي يستخدم فيها المضادات الحيوية واسعة الطيف»، لافتة إلى أن أهم مراحل البرنامج العلاجي هو «غسل اليدين، واستخدام الأدوات الوقائية، والتعامل الأمثل مع الانسكابات الدموية، وتوعية الجميع بأهمية التمسك بأولويات مكافحة العدوى، وأيضاً توعية فئات المجتمع والعاملين في القطاعات الصحية بجميع مستوياتهم». وأشارت البغلي، إلى أن من أسباب انتشار العدوى هو «التهاون في النظافة، وعدم اتباع وسائل الحد من العدوى أثناء العمل، مشددة على أهمية أن يعمل الفريق المعالج بتفان، وضمن فريق واحد، للظهور في شكل إيجابي خلال أداء العمل».وسجلت مستشفيات المنطقة، ظهور حالات مماثلة في غضون السنوات الماضية. وأكدت صحة الشرقية»، أن هذه «جرثومة المستشفيات»، «لا تشكل خطراً مباشراً، ويمكن علاجها ضمن البرنامج الطبي المُتعارف عليه في مثل هذه الحالات، من خلال عزل الحالات المُصابة، وعلاجها ضمن برنامج طبي». وأكدت اهتمامها في مكافحة العدوى، وأنها «تعمل وفق البرامج الصحية المُتبعة دولياً في أزمات مكافحة العدوى، وأيضاً بحسب السياسات العلمية والعالمية المُتبعة في مثل هذه الحالات، وتسخير جميع اللوازم الطبية، التي تُساهم في أخذ الإجراءات اللازمة، للتعامل مع هذه الجرثومة». وأبانت أنها «تظهر في مختلف المستشفيات، ويتم التعامل معها وفق معايير دولية، من خلال قيام فرق مكافحة العدوى باتخاذ إجراءات احترازية، تتمثل في عزل بعض الأقسام التي تظهر فيها الحالات، وعزل المرضى المصابين، لضمان عدم نقل العدوى للآخرين، مع ضمان استمرارية العلاج لجميع الحالات المستقبلية».