بدأ قادة دول منطقة آسيا المحيط الهادئ أمس في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي قمة يسعون خلالها إلى تحرير المبادلات التجارية في منطقتهم التي تشهد نزاعات حدودية بين العديد من دولها، ويُخشى ان تحوّل أنظارهم عن بحث الأزمة الاقتصادية العالمية. والقمة السنوية ل«المنتدى الاقتصادي لدول آسيا المحيط الهادئ» (آبيك) تُخصّص عادة للإجراءات الهادفة إلى إزالة العراقيل التجارية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول ال21 المطلة على المحيط الهادئ والممتدة من الصين إلى تشيلي مروراً بالولايات المتحدة. ودقت الصين ناقوس الخطر في ما خص الاقتصاد العالمي وحضت أمس الدول المشاركة في القمة على حماية نفسها عبر إقامة علاقات اقتصادية إقليمية أوثق. وقال الرئيس الصيني هو جينتاو أن بلاده ستضطلع بدور في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء من خلال إعادة التوازن إلى اقتصادها لتحسين فرص تعافي الاقتصاد العالمي. وقال هو لرجال أعمال في كلمة قبل بدء القمة: «يتعافى الاقتصاد العالمي ببطء اليوم وما زالت هناك عوامل وشكوك تزعزع الاستقرار، أمامنا الكثير لنتجاوز الآثار الكامنة للازمة المالية العالمية»، مؤكداً العمل «من أجل الحفاظ على توازن بين استمرار نمو مطرد وقوي وتعديل الهيكل الاقتصادي وإدارة توقعات التضخم، وسندعم الطلب المحلي ونحافظ على نمو مطرد وقوي فضلاً عن استقرار الأسعار الأساس». ولفت إلى ان «الصين تعالج مشكلات كثيرة منها توفير وظائف منذ تباطؤ النمو العالمي، وما زال الاقتصاد الصيني مهيمناً في آسيا وهو السبب الرئيس لقرار روسيا التوجه شرقاً في إطار مساعيها لتطوير الاقتصاد». وأعلن عن برنامج إنفاق حكومي قيمته 157 بليون دولار لدعم البنية التحتية للزراعة والطاقة والسكك الحديد والطرق، فضلاً عن التعهد بدعم بلاده لتحرر تجاري أكبر. وأضاف: «ينبغي تحسين الآليات والبحث عن أخرى جديدة للاستثمار في البنية التحتية وتمويلها وتشجيع مشاركة أطراف عديدة في تطويرها». أميركا وروسيا وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس ان الكونغرس قد يسن قوانين خلال الشهر الجاري لإلغاء قيود تجارية مفروضة على روسيا منذ حقبة الحرب الباردة. ومازالت روسيا، التي أصبحت في آب (أغسطس) الماضي العضو 156 في المنظمة العالمية للتجارة، مدرجة في لائحة الدول المعنية بقانون «جاكسون فانيك» الصادر عام 1974 والذي يحظر العلاقات التجارية المميزة مع دول تنتهك حقوق الإنسان، والتي دعت إدارة الرئيس باراك اوباما مراراً إلى سحب روسيا منها. وأضافت كلينتون ان انضمام روسيا إلى المنظمة «أمر مفيد لروسيا وللولايات المتحدة وللاقتصاد العالمي»، معتبرة ان إلغاء روسيا عن قائمة الدول المعنية بالقانون سيتيح للشركات الأميركية التعامل معها. وعرضت كندا مساعدتها على بكين بعد هزة أرضية قوتها 5.6 درجات أوقعت ما لا يقل عن 50 قتيلاً و150 جريحاً أول من أمس في جنوب غرب الصين. وقال وزير الخارجية الكندي جون بايرد، المتواجد في فلاديفوستوك: «من خلال سفارتها في بيكن وقنصليتها في شونغبينغ، تُجري الحكومة الكندية اتصالات وثيقة مع السلطات المحلية بهدف تقييم تأثير الهزة الأرضية وارتداداتها». وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس ان رئيسة وزراء استراليا جوليا جيلارد ستغيب عن القمة بسبب وفاة والدها، ولذلك سيمثل استراليا وزير الاسترالي كريغ إيمرسون. وتُعقد القمة للمرة الأولى في روسيا، التي لم تدخر أي إمكانات مالية لتنظيم استقبال جيد لضيوفها ومحاولة تلميع صورتها في آسيا، فأنفقت أكثر من عشرين بليون دولار لبناء جسور وطرقات ومطار جديد وحرم جامعي ضخم تُعقد فيه القمة. وبين أبرز القادة الحاضرين في القمة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا. ويُركّز جدول الأعمال الرسمي للقمة على الجهود لتسريع تحرير المبادلات في المنطقة وضمان إنتاج زراعي مستقل بهدف احتواء ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما أكد المدير التنفيذي ل»آبيك» محمد نور لوكالة «فرانس برس». والمفاوضات حول مشروع منطقة التبادل الحر المعروف باسم «شراكة عبر الهادئ»، والذي أطلق خلال القمة السنوية السابقة في هونولولو، تجرى خارج إطار «آبيك»، ولكن ممثلي الدول ال 11 التي أصبحت الآن ضالعة في المفاوضات يمكن ان يجتمعوا على هامش القمة.